فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "الصحابى الجليل سيدنا عبد الرحمن بن عوف" 




حديث مكذوب ستسمعونه كثيراً ؛ ومنشور مكرر وحديث يقول :

 إن سيدنا عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبواً ، وحوار بينه وبين السيدة عائشة عن قافلة تجارية له ارتجّت لها المدينة ، وتهديد له بهذا الحديث .


وفي البداية أقول : 


إن هذا الحديث كذب مُنكَر كما قال الإمام أحمد والعراقي وابن القيم .


ثم إذا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة يدخل الجنة وهو يحبُو ، فمن الذي يدخلها كالبرق أو الريح المرسَلة ؟


إن خطورة نشر هذا الكلام لا تقتصر على عدم التحرّي والتثبت في الرواية والنشر ونِسبة كلام مكذوب للنبي ﷺ فقط ، ولكن خطورته أنه يُكرّس ويدعو للفقر في أمة فقيرة أصلاً تتكفّف غذاءها ودواءها وسلاحها .


كما أنه يَعتبر الغِنى جريمة أو عَقبة تُنذر بالتعثّر على أبواب الجنة ، وليس الأمر بهذا الإطلاق مع اتفاقنا طبعاً على أن المال فتنة ومسئولية ؛ ثم ألم يقل النبي ﷺ :


 نعم المال الصالح للرجل الصالح ؟ 


ألم يقل :


إِنْ تتركْ ورَثتكَ أَغنِياءَ ، خَيرٌ مِنْ أَن تتركَهُمْ عالَةً يتكَفَّفونَ النَّاس .


ألم يؤلف المُحدّث المشهور ابن أبي الدنيا كتاباً اسمه إصلاح المال ؛  مع أن الرجل كان شبه متخصص في كُتب الزهد والرقائق ؟ 


وقد جمع فيه عشرات الأدلة على اهتمام الإسلام بالمال واستثماره وعدم تضييعه ، مع التنبيه لجَمعه من حلال ووضعه في حلال وأداء حقه .

ألا نقرأ في سورة الكهف كل جمعة أن الرجل ترك كنزاً لولَدَيه تحت الجدار وأثنى عليه الله بأنه كان صالحا .

أليس الفقر أيضاً فتنة وقد استعاذ منه النبي ﷺ .


رضي الله عن سيدنا عبد الرحمن بن عوف وعن كل من يجمع مالاً حلالاً يكفي به نفسه ويكُفّ أمّته عن ذل السؤال .


ورحم الله فارس ميدان تصحيح المفاهيم المغلوطة الشيخ الغزالي حيث قال :


إن الصعلكة أى : الفقر لا تقيم جهازاً للجـهاد ولا تبنى جامعة للمعرفة ، إنما يُنشِئ ذلك كلَّه كثرةٌ لا تُلهِي ، وسَعة لا تُطغِي ، ودُنيا يسخرها مالكها لخدمة الدين .





Share To: