هبة تادير تكتب مقالًا تحت عنوان " المرأة المغربية صانعة المجد"




لعبت المرأة المغربية و لاتزال  دورا كبيرا في بناء تاريخ المغرب،  فهي أنموذجا للمرأة المكافحة التي استطاعت أن تقاوم كل التحديات و الصعوبات التي واجهتها، و أن تبرز نفسها في  مختلف الميادين،  و بمناسبة عيد المرأة، (8 مارس الماضي) اخترت أن أعرفكم في مقالي هذا بجموعة من النساء المغربيات الرائدات اللواتي تميزن في مختلف المجالات على مر السنين. 


من أبرز تلك الشخصيات التاريخية نجد فاطمة الفهرية الملقبة بأم البنين، ولدت حوالي 800م في مدينة القيروان،  و توفيت عام 878في مدينة فاس، و قد شهدت هذه الفترة الممتدة من حياتها إنجازا عظيما استمر إلى يومنا هذا و المثمتل بناء جامع القرويين بالمال الذي ورثته من أبيها الذي كان ذا مال عريض و ثروة طائلة، وقد كان بناؤه في عهد دولة الأدارسة في رمضان من سنة 245ه،  وضاعفت حجمه بشراء الحقل المحيط به من رجل من هوارة، وضمت أرضه إلى المسجد، و بذلت مالا جسيما برغبة صادقة حتى إكتمل بناؤه في صورة بهية و حلة رصينة،  وقد ذكر التزام فاطمة الفهرية بالصوم طيلة فترة بناء المسجد التي امتدت إلى سنة 263ه، و توفيت بعد ذلك بسنوات قليلة بين عامي 878و 880م.

وثاني أبرز الشخصيات التي نالت  إعجابي للغاية، أذكر ثريا الشاوي، ولدت الشاوي يوم 14ديسمبر1936م في مدينة فاس بالمغرب، كانت ثريا منذ صغرها مولعة بالألعاب الميكانيكية و عاشقة لتفكيكها و تركيبها بعيدا عن ألعاب الأطفال العادية، وراقبت بإعجاب الطائرات التي كانت تحلق فوق منزلها، وفي صغرها مرضت ثريا بمرض صدري، فنصح الطبيب والدها بفاس أن يأخذ إبنته إلى مطار المدينة و يتوسط عند أحدهم ليقوم بجولة بالطفلة في الأعالي، فهو شفاء لحالتها،  على الرغم من أن حلم الطيران كان صعب المنال إلا أن والدها شجعها على تحقيقه حيث أصر على تسجيلها في مدرسة تيط ملليل التي كانت مخصصة للفرنسيين، كان حلم ثريا تحديا للسلطات الإستعمارية حيث كان الفرنسيون يرون في جنسهم رمزا للتفوق، وللنخب العصرية التي كانت وقتها غير مبهورة بالتطور التكنولوجي الذي شهده العالم في هذه الفترة. استطاعت ثريا تعلم الطيران بمدرسة تيط مليل، وكانت ثريا لا تزال في 16 من عمرها حين دخلت تلك المدرسة، ورغم صعوبة وضع فتاة مغربية وحيدة وسط مدرسة مخصصة للنخبة الفرنسية،  بالإضافة إلى الإسبان و الإيطاليين، حيث كانت تنالها نضرات محقرة عنصرية، لكنها كانت تحت حماية و رعاية أستاذها الإسباني، وحين جاء يوم الامتحان صادفها يوم غير مناسب للطيران بسبب سوء الأحوال الجوية، و لكنها استطاعت التغلب و السيطرة على الطائرة ،و أبهرت اللجنة خصوصا عندما حلقت على علو 3000متر و قطعت مسافة على شكل دائرة محيطها 40كم، وبذلك حصلت ثرايا على شهادة الطيرات عن عمر 16عاما في عام 1951، ونجحت في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات.


ثالث شخصية تاريخية في المغرب وهي شخصية نوال المتوكل و التي هي اليوم نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول إمرأة عربية و إفريقية تبلغ هذا المنصب، وقبل ذلك كانت المتوكل أيضا أول إمرأة عربية و إفريقية تفوز بميدالية ذهبية في سباق 400متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، وقد دخلت نوال المكتب التنفيدي للإتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995م، كما عينت وزيرة للشباب و الرياضة عام 2007، و في عام 2008، عينت رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة في أولمبياد 2012.


لم يكن بمقدوري ذكر باقي إنجازات النساء المغربيات فأسمائهم كثيرة و إنجازاتهم عظيمة، فهذه هي المرأة ذكية بطبعها، صبورة، و مقاومة، لا تقهر و لا تستسلم،  وإذا خططت تنتصر،  وهناك مقولة جميلة تقول: "يكفيني شرفا أني أنثى......فأنا نصف العالم...و النصف الآخر يتربى على يدي". لذا ما عليا إلا أن أقول إني فخورة بكي استمري أيتها الملكة.



هبة تادير تكتب مقالًا تحت عنوان " المرأة المغربية صانعة المجد"


Share To: