الكاتبة السودانية / ريان عثمان تكتب نصًا تحت عنوان "رسائل لعلها تصل"
في البدء ألقيك السلام ياعزيزي...
لقد مرت سنوات منذ آخر مرة تخلل عطرك رئتاي، و أزهر قلبي نرجساً، وزالت تلك الليالي اليهماء بغيابك.
لم أكن أظن أن ذلك اليوم سيصبح ختام لسعادتي وراحة قلبي.
أتعلم لقد حاولت مراراً اقتلاعك مني وعدم الإكتراث لتلك اللحظات التي جمعتنا ولا الطرقات التي تشاركنا المشي فيها سوياً، ولكن كيف تنزع الروح التي التصقت بروحي!؟
طيلة تلك السنوات كنت أرى فيك طفلي ومنزلي، ووالدي الثاني وكنتي، كنت أرى فيك النور بعد غيبات الظلام الدامس التي كانت تقطن ليالي.
لم أود أن اظهر لك ضعفي وقلة حيلتي لكن أقسم أنني انكسرت.
كأنني اصابني العمى من النظر لغيرك فكل شخص أراه أظنه أنت، لا أدري هل الجميع أصبح يشبهك أم أنك كل البشر!؟
يا هذا من ذا الذي سمح لك أن تقفل قلبي عليك؟
ماذا فعلت بي وبقلبي حتى كاد يقتلع من هول غيابك؟
مرت الأيام وكأنك رسمت وشماً في داخلي، لم أستطيع نسيانك وإخراجك من ذاكرتي البتة، لم تكن محباً لهذا الحد لكن عقلي جن بك وفقد صوابه، نبضاتي كأنها تنبض بأحرف إسمك، قيل لي أنك أحببت غيري...
وقتها إعترتني سعادة عارمة، كفرحة أم تزف إبنها لبيته الأبيض.
كان تفكيري مشوش مرت دقائق حتى أدركت أنك المقصود، أن من وهبت له قلبي وعمري سلك طريقاً يعاكس طريقي، أن من وعدني بالبقاء ذهب بلا عوده، أن من كان يخبرني أنني الوطن اليوم إغترب عن وطنه ما عاد يحن له ولا يألفه، أن من كنت أخشى أن يخدشه شيء اليوم مزق قلبي بيداه بلا أن يتحرك له ساكن.
من أفنيت سنيني في إسعاده قام بدفني وأنا على قيد الحياة، لا تظن أنني أحسدك، لكن اقسم لك أن عيناي ذرفت دماءاً حينما رأيتك مع تلك الفتاه، كنت تنادي بإسمها لكنني لم اسمع بل قرأت شفتاك لقد أصبحت صماء في ذاك الوقت، كنت تمسك بيداها وتنظر في عيناها وأنت في غاية السعادة والطمانينة، كأنها ملاذك ومعبر الأمان لروحك، وقتها توقف قلبي كانت ملامحك وضحكتك ختام لحياتي، لوهلة اغمضت عيناي كنت أظن أنني سافتحتهما مجدداً لكني لم استطع، حاولت مراراً تحريك أطرافي ومحاولة إخراج أنفاسي لكنني عجزت، وقتها سمعت أناس كثر يقولون: من هذه الفتاة؟
هل من أحد هنا يعرفها؟
لم يجاوب أحد، سمعت خطوات ثقيله تتجه صوبي، أحدهم كان يقول: افسحوا المجال إنه طبيب، أتى ليحاول تفحصي وقال بصوت مبحوح: يا للحسرة لقد فارقت الحياة.
تمنيت وقتها لو أقبلت ناحيتي، لو حاولت أن تجبر بخاطري في آخر دقائق عمري، لو وضعتني بين ذراعيك لآخر مره ليطمئن قلبي لكنك لم تأتي، أتذكر لطالما كنت اخبرك أنني لن أحب أحد من بعدك، ولكن إن رأيت سعادتك مع غيري سأذهب وها أنا أوفيت بالوعد، فلتبقى بخير دائماً وحذاري أن تنكسر فأنا أراك قوتي حتى بعد مفارقتي للحياة.
الكاتبة السودانية / ريان عثمان تكتب نصًا تحت عنوان "رسائل لعلها تصل"
Post A Comment: