هند حامد تكتب مقالًا تحت عنوان " الصداقة ثمرة صعبة المنال "




الصداقه ، كلمة كثيرة المعاني ،كثيرة الصدق و الأخوة و المودة بأشخاص تجمعنا بهم الأيام و الحياة. في كل مرحلة نتصادف مع أصدقاء لكن في كل مرحلة نأخذ درسا عن الوفاء و الثقة و أن ليس كل ما هو ظاهري حقيقي، فهدوء المقابر لا يعني أن الجميع في الجنة. لا نعلم ما يوجد  في داخل كل صديق مثلما يقول المثل"أصحاب الوجه المتعددة". 

أصابعي هي التي ستكتب و لكن القلب الذي سيتكلم، الأصدقاء أفضل ما يحدث في مسار حياتنا، لا يمكننا العيش دون أصدقاء العمر،أصدقاء الطفولة، هناك من يكمل معنا الطريق و هناك من تذهب به الرياح ، و هناك من يوفي للأبد و يحافظ عليها،وهناك من يسلك طريقه و يذهب دون ضجيج ودون أن يترك لنا حتى رسالة اعتذار. إما أن يتركوا لك درسا لن تنساه مهما طال بك المذى، أو يبصموا بصمة الوفاء و الإخلاص و الإحترام الذي كان و بقي رغم الإبتعاد راسخا في قلوبنا. أما الطرف الآخر يتركون درسا مهما حاولت تجاوزه حتما ستتذكره، و أصعب درس هو الخيانة ،نعم خيانة صديق ،تقاسمت معه الأفراح و  الأتراح ،تشاركت معه يومياتك ، تخطيت معه مرحلة الصداقه وأمسيت تنظر إليه ليس كصديق بل كأخ لم تلده لك أمك ، تعطي له قيمة أكثر مما يستحق، تتباهى به أمام العالم ،تتقاسم معه الإبتسامه، تشاركه خصوصياتك، لا ترضى أن يتكلم عنه أحد ،تدافع عنه ، فجأة و بدون أي مقدمات يصدمك وجهه الحقيقي، الوجه الذي كنت غافل عنه ،نعم أصعب طور يمكن أن يمر عليك هي اكتشاف حقيقة الصديق الذي كان بمثابة الأخ، تبتعد بهدوء تام ، الصديق أصبح غريب... . أما الطرف الآخر من الأصدقاء الذين ينتظرون سقوطك ستفاجئك السكاكين التي 

سيطعنون بها ظهرك ، حتما أصبحت الصداقه مثل العملة النادرة.

حقيقة أصبحت الحياة تمثل لنا مراحل ودروس و كل مرحلة في حياتنا تعرفنا على أشخاص إما أن يكملوا معنا الطريق أو ينسحبوا بطريقة تبصم لنا في عقولنا وقلوبنا سواء كانت سلبية أم إيجابية ، فهي في كل الحالات تنسى لكن الدرس لا ينسى ، الغريب غريب و الصديق غريب.

وفي الأخير أحببت أن أختم مقالي المتواضع هذا ببيت شعري للشاعر ابن سهيل الأندلسي يقول فيه: 

"‏خَدعوا فُؤادي بِالوِصالِ وَعِندَما

شَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَروني"


هند حامد تكتب مقالًا تحت عنوان " الصداقة ثمرة صعبة المنال "


هند حامد تكتب مقالًا تحت عنوان " الصداقة ثمرة صعبة المنال "


Share To: