الشاعر المصري / قطب عبدالفتاح غانم يكتب قصيدة تحت عنوان «مرَّت سِنونِي»




تغلغلَ الحُزنُ في الأحشاءِ وانكتما

والعمرُ ولَّى وحلَّ الشيبُ واحتدما


لم يبقَ يا ليلُ لي غير الأسى وأنا

ومَضجعي ألِفَ الأحزانَ وانسجما


أُزْجِي القوافي لعلَّ الشعرَ يُؤنسني

أو أستطيبُ به أو أبرحُ الألما


فجَرَّحتني حروفُ الهمِّ باكيةً

وَسَالَ جرحيَ من فيضِ الدموعِ دَمَا


مرتْ سِنونِي سدىً ما كنت أحسِبُها

كأنني بينها لم ابلغ الحُلُمَا


أنا الذي كنت في عهد الشبابِ فتىً

واليوم كهلاً غدا بالعجز مُصطدما


ورحتُ انظرُ في المرآة مُضطرباً

وجدتُّ وجهاً تولَّى الحزنَ واستلما


واحدودبَ الظهرُ والأكتافُ من هرمٍ

أضحى البياضُ بأمِّ الرأسِ مُبتسِما


هيهات ترجع أعمارٌ لنا ذهبت

أو يُرجع الدهرُ شيئاً راحَ وانصرما


تُعطي الحياةُ دروسَ العُمر صامتةً

سهواّ تُداهِمُنا ، لا تُفصِحُ الكَلِما.



الشاعر المصري / قطب عبدالفتاح غانم يكتب قصيدة تحت عنوان «مرَّت سِنونِي»



Share To: