فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "الدروس المستفادة من تحويل القبلة" 




عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :


لما قدِم رسول الله ﷺ المدينة ، صلّى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ، وكان رسول الله ﷺ يحب أن يُوجَّه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى :


قد نرى تَقلُّبَ وجهِك في السماء فلنولينَّك قبلةً ترضاها فولِّ وجهَك شَطر المسجد الحرام .


قال : وصلى مع رسول الله ﷺ رجل فخرج بعدما صلى ، فمر ّعلى قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال : 


هو يشهد أنه صلى مع رسول الله ﷺ وأنه قد وُجّه نحو الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة .


فقال السفهاء من الناس وهم اليهـود :


مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيهَا .


فأنزل الله :


قُلْ لِلَّهِ الْمَشرِقُ وَالْمَغرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ .


رواه البخاري والترمذي والبيهقي وابن حبان .


🌲فوائد من تحويل القبلة : 


🌴المسجد الذي تحولت فيه القبلة هو مسجد بني سلمة في صلاة الظهر حيث كان الرسول ﷺ يحضر جنازة أحد الصحابة .


ثم كانت أول صلاة على القبلة الجديدة في المسجد النبوي هي صلاة العصر ، وأول صلاة في مسجد قباء هي صلاة الفجر حيث تأخر وصول الخبر إليهم .

 

🌴تسليم الرسول أمر توجيهه لله فهو لا يختار لنفسه بل يحب أن يوجهه الله .


🌴وكرامته على ربه حيث أعطاه الله ما يريد بمجرد تقليب بصره في السماء وبدون تصريح بالطلب .


🌴سرعة الاستجابة لأمر الله وتنفيذ الأمر في وسط الصلاة بعد ركعتين .


🌴شدة نظام الصحابة حيث تحولوا إلى القبلة الجديدة في وسط الصلاة بلا فوضى ولا ضجيج .


🌴الانقياد لأمر الله والتوجه حيث يوجّه عبادة وترك أهواء النفوس والارتباط بأي عصبيات .


🌴ثقة الصحابة في بعض وعدم وجود الكذب وتصديق من أخبرهم بتحويل القبلة .


🌴حرص الصحابة وشدة حبهم وشعورهم ببعض فقد سألوا عن إخوانهم الذين ماتوا قبل تحويل القبلة فأنزل الله :


وما كان الله ليُضيع إيمانكم .


أي : صلاتهم وصلاتكم التي صليتموها تجاه بيت المقدس ، وسمّى الصلاة إيماناً لفضلها وعظمتها .

 

🌴اليهـود لا يفوتون فرصة لحرب المسلمين فكرياً واقتصاديا وعسكريا .


🌴كان تحويل القبلة سنة ٢ هــ .


ولو أخذنا برواية ستة عشر شهراً فالتحويل كان في نصف شهر رجب وهو رأي الجمهور .


ولو أخذنا برواية سبعة عشر فالتحويل كان في نصف شعبان وهو رأي الإمام النووي وغيره



Share To: