الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب: الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 8




إن صحراء الجزائر تصنع المعجزات، خلف هبوب عواصفها الرملية. 


لكن أي جهة منها تقصد فما نعلمه أنه شاسعة؟


لازالت ملتصقة بذهني تلك "المملكة" التي تصنع أبطالاً لا يشق لهم غبار، يبدعون رغم كل ما قد يعيقهم.

إن الغريب جداً في ولايات الجنوب الجزائري أنها ورغم كثرة سكانها فإن كل "فنان" فيها لا يلقى الدعم الكافي الذي يجعله منه يبدع أكثر وأكثر... 


كل شاب من أبناء الصحراء يدرس ويعمل في عملين أو أكثر فقط لأجل أن يوفر لنفسه البقاء لأنه يعي جيداً أن الفن لا يضمن العيش الكريم. 


تخيل نفسك تعمل لأجل عائلتك ولا يمكنك لحاق الأعمال لكثرتها ولضيق الوقت، المال القليل الذي توفره بالإضافة إلى أهل المنطقة المحلية الذين لا يقدمون الدعم الكافي.

فسبحان اللّه رغم كثرة السكان في مناطق الجنوب الذين يستطيعون دعم الفن فقط من خلال صفحات هؤلاء الشبان من أجل دفعهم للأمام لا يفعلون، لغاية في نفس يعقوب.

ولأني شاب أعيش ما يعيشه أقراني في مثل هذه المناطق أعلم تماماً كل الخفايا والخبايا وأيضا المعاناة 

التي تعاش خلف هذا الستار.

  اليوم أود أن أحدثكم عن شخصيتين رائعتين تعرفت عليهما بالصدفة سليلا ولاية "تمنراست" التي تعجزنا في كل ما يخصها سواء تاريخ أو جمال طبيعة من رمال وجبال، حتى من حيث الفن والإبداع لها باع فيه.. 


تعرفت على هذا الصعلوك الرائع، ما بالك يا علي تقول رائع وتصفه بالصعلكة.

أجل أفعل ألا يكفي أنه ينظم الشعر ويبدع ويسكن في قلب الصحراء وينتمي لها أليس الصعاليك على نفس الحال، شاب بهيئة الأبطال يداعب الحروف وينسج منها أبياتاً خلابة، كما أنه لا يكتفي بذلك أبداً فهو حين يعلو خشبة المسرح فتأكد أنك ستعيش نوعاً لا مثيل له من المتعة. 

تعلمون حين يتمثل الإبداع في أصحابه تعجز الكلمات عن وصفهم، أحدثكم عن الخلوق المبهر " عبد الوهاب فتحي" 


أما الآخر فهذا خرج عن سكة المألوف بالنسبة لأبناء الجنوب مستشار في التسويق، وإدارة مواقع التواصل الإجتماعي" يعني إذا لم تكن تعلم كيف تبيع كميات كبيرة، وبأسعار جيدة في أسرع وقت لمنتجاتك فسيكون هذا الصديق أفضل شخص تتابع دروسه. 

لأنه يجيد حقا ما يفعله مبدع بشكل جد جميل،

يقدم لك تلك المعلومات بشكل مبسط ومميز فلا تواجه صعوبة في فهمها ولا حتى العمل بها كأنه يأتي لحيث مجلسك، ويطعمك العنب اللذيذ حبة حبة دون حاجة منك لإضاعة جهدك فلا تبخل نفسك هذه الإستفادة.

ما تركت شيئا حول إبداعاته لكنك لم تخبرنا إسمه؟

أعذروني! إنه الأستاذ "لمعلم يوسف" 


ما أحبه في هذين الشخصين تواضعهما الشديد وطيبة قلبيهما.

كما أنهما رغم كل ما قد يعانيه المبدع فالجنوب من إهمال وتهميش إلا أنهما يصنعان مكانيهما بين الكبار بخطوات رغم بطئها إلا أنها ثابتة و وجهتها واضحة 

ليس من السهل أن تصبح "فنان" كذلك ليس سهلا أن تعيش في الجنوب وتسرق من ساعات يوم وتعبك الشديد ساعة أو إثنتان تبذلها في سبيل "الفن"

هذا صعب جدا خاصة حين لا يمنحك "الفن" ما تمنحه إياه.

أتمنى حقاً لهذا الثنائي المزيد من النجاحات والتوفيق 

كما لا أنسى أني أود زيارتهما في عقر داريهما، حتى أكتشف أسرار إجتهادهما وكيف يدفعان نفسيهما للأمام رغم كل ما يحيط بهما.

أشكر لكم قرائتكم لهذا "المقال" البسيط كما لا أنسى أن أذكركم أنه سيكون لنا غيره مع أحد أبناء الصحراء الجزائرية.


الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب: الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 8

الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب: الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 8


الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب: الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 8


Share To: