الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب " الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية" 9 "




دائما ما أحاول جعل كل مقال مميز عن غيره سواء في الوصف أو طريقة الطرح، بينما في هذا يتميز دون حاجتي لأن أرسم له طريقاً خاص به، لأنه يتعلق بالجانب الرياضي. 


أعلم أنك تتساءل ما دخل الرياضة بالفن؟ 


الفن النبيل: فنون قتالية، الساحرة المستديرة: إسم ذائقته فنية، كمال الأجسام؛ يتعلق بالجمال.....إلخ 


مثيل هذه المسميات كثيرة جدا وكلها ذات طابع فني للعلاقة الوطيدة بين الرياضة والفن شيء لا نستطيع إدراكه إلا إن كنا ذوو وعي يشمل الجانبين. 


  -تأخرت كثيرا في الكتابة حول هذين الشخصين إبني

معمورة "تندوف"   

البارحة وأنا أقلب منشورات الفيس بوك وقفت عند منشور للصديق الكاتب المصري "سعد جرامون" الذي تحدث منشوره عن موقف حصل للشيخ الشعراوي 

والذي من خلاله يشرح لشخص الفرق الكبير بين المسلمين والمؤمنين. 


أعلم أن عقلك تشوش، وتجهل ما دخل  الدين في كلامي هذا؟ 


فأقول:  أن اللّه جعل اليد العُليا للمؤمنين في كل شيء 

وهذا شيء خصهم به سبحانه وتعالى.... 


ذاك ما جعلني أسقطه على هذا الثنائي الذي آمن بفكرةٍ جالت بحرية بألبابهما فأحالاها حقيقة يشهد لها القاصي والداني.

   -كلما وقفت أمامهما أتذكر بائع العطور الذي أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بمصاحبته فهما كذلك يبيعانك ما يفيدك دون الحاجة لأخذ الأموال منك فالفكرة مبنية بحب وشغف. يضحيان بوقت جد كبير 

من حياتهما ليمنحاه للمجموعة ككل في رياضة ذات صدى واسع في العالم وهي جديدة، أضافا على ذلك 

بجعلها مغامرة من نوع خاص يخوض غمارها أبناء تندوف كباراً و صغاراً فحين تشارك بالحصة الرياضية معهما ستجد كل الأعمار تتبع البرنامج الذي سطراه سواء حركات أو غذاء. 


أعلم أنك لا تزال تتسائل ما هذه الرياضة ومن هذان؟ 


-صديقي المدربين؛

  "ماموني محمد" و "بشري عبد الكريم"    

     قائدي فريق Rihno_CroSsFit 


الرياضي بشكل عام لا يحتاج وصفاً لشخصه لأني 

أعتبر ذلك إهانة له فشغفه بما يمارسه يعكس كل أخلاقه و خبايا شخصيته وإن لمحة منه بعض الكبر 

أو التجبر فليس ذاك من الرياضة في شيء.. 


  فالقاعدة الجوهرية لها هي "الأخلاق الحميدة" 


صعب جداً أن تعيش في الجنوب والأصعب أن تأتي بشيء غير إعتيادي وغريب لأنك ستواجه الكثير والكثير من المعيقات خاصة فالجانب المادي لأن الرياضة بكل أنواعها وبإختلاف أساليبها تحتاج نوعاً معيناً من الأدوات للمساعدة في العمل البدني وذاك شيء يلزمه أموال طائلة...

عن نفسي لست حديث عهد بالرياضة فقد جربت صالة كمال الأجسام في عدة ولايات "تمنراست تندوف أدرار.....إلخ" 

إن أكثر ما يركز عليه أصحابها هو المال الذي تدفعه كل شهر لا أحد يتولاك أي إن كنت مبتدأ فليسوا يملكون متخصصين يقفون على تمارينك و وضعياتك الخاطئة أو الصحيحة ولا يسطرون لك حتى برامج غذائية أي أنهم لا يرون سوى ذاك المبلغ الذي تدفعه لهم وهذا حال أغلب الصالات في كل الجزائر ما عاد بعضها ولكنها قليلة جدا مقارنة بغيرها السابقة الذكر.

  

قلت هذا لأنك حين تصبح فردا من عائلة (Rihno_CroSsFit) لا يهم إذا إمتلكت المال أم لا 

فالمدربان لا يأخذان منك فلساً واحداً على العكس تماماً حدثت حالات هما من دفعاَ المال فيها، أي أن الشيء الوحيد الذي ستدفعه هو وقتك الذي تقضيه مع المجموعة أثناء التمارين كما أنه لا أحد قد يبخل عليك بالنصيحة في هذا الجانب فالغاية ليست ربح المال بل جعل "هذه الرياضة (كروسفيت) أسلوب حياة" 


-رغم كل النقائص الكبيرة لبعض الحاجيات لكن هيهات أن يوقف ذلك  تلاطم موجات الإيجايبية التي يحملها أفراد هذه العائلة بقيادة الرائعين "محمد و كريمو" 


بداية الرفيقين كانت في مكان يدعى "لحيط لصفر"

حيث تم إشعال فتيل شمعة هذه الرياضة الرائعة 

حين لم تكن بتلك الشعبية الكبيرة لا في العالم بشكل عام ولا بتندوف بشكل خاص.

لكن الإيمان بالفكرة هو ما يصنع الفارق فالرحلة بدأت 

في "الحيط لصفر" لتصبح جمعية تحمل إعتماداً وتصنع جيلاً يود القضاء على كل شيء سلبي بداية بالآفات الإجتماعية التي أصبحت هاجس لكل المجتمع وكابوس مريع لا نكاد نفيق منه، يقضي يومياً على شباب بعمر الورود. 


  أقول في نفسي حين يحضر عدد قليل لماذا لا يغضبان؟ ويبدآ القول نحن نفعل هذا بالمجان، نضيع وقتنا، جهدنا وأفكارنا بتعلم تمارين جديدة لنقلها لكم ورغم ذلك لا تأتون....

  لكني أعلم الإجابة تماماً بما أني أحمل الكثير من الشعلات التي تتوهج في قلبي محاولاً جعلها تطأ ولو خطوة واحدة من ظلام أفكاري إلى نور الواقع 

وهنا تماماً أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام

(...إنما الأعمال بالنيات وإن لكل إمرئ ما نوى..)

وهذا ما برهنه هذا الثنائي ولهذا حق لهما أن أدون آلاف المقالات عنهما وليس واحداً فقط فهما يستحقان الإشادة والدعم...

رسالتي لأبناء الولاية و كل من يقرأ هذا المقال البسيط أنت تستطيع الإنضمام لنا مهما كان عمرك و إن لم تتمكن من ذلك إدفع أبنائك لأنك لن تندم أبداً على ذلك وهذا وعد مني لك.. 


إعتدنا أن نختم كل المقالات بأمنيتي أن أنضم للشخص الذي نتحدث عنه في ورشته أو حتى زيارته في ولايته

ولكن هذين يقيمان في ولايتي صديقاي ومدرباي.

كان من أجمل ما فعلت في حياتي إنضمامي لهما وأتمنى من الجميع فعل ذلك فالنتائج ستبهرك سواء كانت شكل جسمك أو طريقة تفكيرك كل ذلك سيتغير بعون اللّه، في إنتظار شخص آخر نحدثكم عنه من خلال هذه المقالات البسيطة.


الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب " الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية" 9 "



الكاتب الجزائري / ميموني علي يكتب " الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية" 9 "




Share To: