الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "كعبة العشاق"
أفتّش فيكِ عنكِ , فأين غبتِ ؟
أنا الطفل الذي ظلمـــــاً فطمتِ
مـــلامحكِ التي نُقِشـــتْ بفكري
يبدّدها البعــــــاد , فأين كنتِ ؟
أخاف إذا أضعتكِ ذات شــــوقٍ
قفد بانت ســــــعاد , وأنتِ بِنتِ
كأني طائـــــــرٌ قصّوا جناحي
فكيف أعــــود لو يوماً ندهتِ ؟
أقامــــــوا بيننا مليونَ ســـــدٍّ
وأنتِ لكلّ ســـــدٍّ قد هدمتِ
وما زلتِ الحبيبـــة في فــؤادي
كما كلّ الزمــــــان به ســــكنتِ
أحــــنّ لقاســــــيونَ , لكلّ حيٍّ
وكلِّ بحــيرةٍ في صحن بيتِ
أحــــنّ لياســــمينكِ , أين منّي
شــذا النارنج ؟ يعبق كلّ وقتِ
أحنّ ( لبـــاب تومــا ) , والصبايا
وأرصفـــــــةٍ تنــــاديني بصمتِ
إلى بـــــردى , إلى تلك الروابي
أحنّ لغوطـــــةٍ , في البال تأتي
إلى الأمـــــويّ يصدح بابتهــــالٍ
يذكّرني الهــــديل بدمـــع أختي
فلا تبكي الذي قد فــــات يوماً
عزيـــــزٌ ما ذرفتِ , وقد خُذِلتِ
ألا يا شـــــــامة الدنيا ســـــلاماً
ســــيبقى الكون يقــرأ ما كتبتِ
ظــــــلام الليل يرحل بعد آنٍ
ويزهـــــر ياســـمينكِ لو أفقتِ
ولكني أخاف البعــــــــــد هذا
وأخشــى كالغريب يكون مـوتي
فضمّيني لصدركِ ذات حُـــــلْمٍ
عســـــايَ أعود حيّــــاً لو غفرتِ
ألســــتِ بكعبــــة العشّاق طُرّاً ؟
فما لكِ إذْ هجرتكِ ما ســألتِ ؟
أمَ انّــــكِ كنتِ أدرى أن روحي
تظل تطوف حولكِ لو بعــدتِ ؟
لوجهكِ كم سجدتُ ؟ وليس شِركاً
فربُّ الكون يوجــــد حيث أنتِ
الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "كعبة العشاق"
Post A Comment: