الكاتب المغربي / عبدالله مرجان يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "ضيف بلا موعد"
إلى روح الراحل الناقد والروائي إبراهيم الحجري.
جثت الأم على ركبتيها ودنت منه فتحت ذراعيها احتضنته، وخاطبته ودموع تغسل وجهها الشاحب ، لا تترجل يا كبدي انتظر ولو قليلا .حتى أنهي ترتيب الرحيل.وأخذت تمعن فيه النظر فتغوص في بئر طفولته فتخرج أضغان الماضي.
ضربت باطن كفها على مائدة الإفطار ، مرددة قدر الله نافذ وأمره محتوم ،ابني ما عاد يفتح عينيه ما عاد يتتبع بهما موطن جمال لوحات خطتها أنامل ذهبية و علقتها على جدران صالة بهية، ما عاد يمسح بيده خصلة شعر ابنته المذللة، التي كانت تطربه كل مساء بأغاني بلغة انجليزية فصيحة .
نفضت رأسها بهزات سريعة كعصفور ينقب حبات الأرض، أو كديك مثبت في ساعة حائطية... أدرك الحاضرون من حركاتها، أن الضيف لم يستأذنهم ، وأنه اقتحم بيتهم دون موعد،كان يترقب موعده وفجأة غادر مكانه وأمسكه من يده وانصرف، فرسمت دهشة الغياب الأبدي امارات الحزن على الملامح.
انصرف بهدوء دون جلبة ولا ضجيج،حمل معه المذكرة والقلم، تاركا طريق الجماجم تبوح بعبق المكان وتفاصيل الأسفار...
الكاتب المغربي / عبدالله مرجان يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "ضيف بلا موعد"
Post A Comment: