الأديب المصري / د. طارق رضوان جمعه يكتب :العفة بين الخطأ والصواب
قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:30-31]. - وقال سبحانه: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} [النور من الآية:33].
في ذلك الصباح المبارك، استيقظت على مشاعر غريبة وفدت علي من حيث لا أشعر. كانت بدايتها موقفاً من المواقف تذكرته.. لعله كان سبب تلك المشاعر التي كانت مخبأة في وجداني، ولم يتح لها أن تظهر إلا في تلك اللحظات. فحوارى عن العفة وكيف السبيل الأمن لتحقيقها. وهل الأمر فطرى أم أنه يستدعى البحث والدراسة؟
ولك منَ الحُبِّ ما گَفا وما عَفا وما وفَا وما رَقَّ بهِ القَلبُ واكتَفى
وكما يوجد المحبّين في الحياة، يوجد كذلك الحاقدين الذين لا يحبون رؤية غيرهم يعيشون بسعادة وهناء، وقد يتطور الشعور إذ يحسد البعض الآخرين على سعادتهم في حياتهم الزوجية
ويتمنون التفرقة والتعاسة بين الزوجين. وتظهر علامات هذا الحسد فى
1- الغضب الشديد بين الزوجين رغم حياتهما السابقة التي كانت تنعم بالهدوء والتفاهم.
2- عدم التماس الأعذار من كل طرفٍ من الزوجين للطرف الآخر
3- رؤية كل طرف من الزّوجين من قبل الطّرف الآخر بمظهر قبيح.
4- تصيّد الأخطاء من كل طرف للآخر وعدم التعامل معه بالتّسامح
5- الشك الدائم من قبل كل طرف من الزوجين ودون مبررات حقيقية.
6- الشّعور بالخوف من الزوج أو الزوجة رغم عدم وجود سببٍ حقيقي لذلك.
7- تكرار حدوث الإهانة والتّجاوزات بين الزّوجين والتي قد تحصل دائمًا ودون إدراك
8- ظهور آلامٍ بأعضاء الجسم وحصول التعرق المستمر.
الحب يشبه الجوع والظمأ, لكنه لا يعرف الشبع أبداً. ويقال أن نصف السعادة تجدها في روح تفهمك، ونصفها الآخر في قلب لا يتغير عليك. ويُعد هامش الحريَّة الضيق الذي تعاني منه النساء في العالم الثالث هو سبب بعض من الأمراض النفسية المُتعدِّدة، والتى تقف على درجات متفاوتة من الخطورة. والسبب في إصابة المرأة أكثر من الرجل ببعض الأمراض النفسيَّة هو كونها عاطفيَّة، وتتعرَّض لتغيُّرات هرمونيَّة في مراحل مختلفة من حياتها. أضف إلى ما تقدَّم الاضطرابات العاطفيَّة، ومحدودية مناورة المرأة مقارنة بالرجل، وهامش الحريَّة الضيق الذي تعاني منه النساء في العالم الثالث. ومن الأمراض التي تصيب المرأة أكثر من الرجل : الاكتئاب، القلق الوسواسي ، الميل للانتحار، الشعور بالدونيَّة، الخوف من المجهول واكتئاب ما بعد الولادة.
ولبعض النساء شىء من المفاهيم الخطا فى عفة زوجها. فحرصها الخاطئ ولا أقول حرصها الزائد، يسبب نتائج عكسية وقد يتسبب فى الكراهية بين الزوجين أو الطلاق. فأغلبهن لا يدركن أن لكل رجل احتياجات مختلفة عن الأخر. وليست العفة مقتصرة فقط على علاقة حميمة مجردة.
من هنا تُعتبر نظرة المرأة قاصرة، ويُعد سلاحها وأدواتها فى الحفاظ على زوجها واهنه. فهى تصنف نفسها زوجة وملكة فى عش الزوجية على قدر حساباتها هى وليس على قدر متطلبات الزوج منها. لم تدرك يوماً أن وظيفتها كزوجة هى السهل الممتنع. فللزوجة مهام شاملة كاملة متكاملة: فهناك يزوج يحب الغزل، وهناك من يحب الطعام الشهي، وغيره من يحب أن يرى النظافة حوله فى كل شيء. هناك من الأزواج من يحب أولاده ويرى أنهم مشروعه الاستثماري، فعليك الاهتمام جداً بتربية الأولاد. ومنا كرجال من يحب أن تتزين له زوجته دوما، فيغض بصره عن النظر لغير زوجته. ومن الرجال من يحب أن يجد من يشاركه أطراف الحديث ويناقشه ويجادله فى جو يسوده المودة والهدوء والاحترام المتبادل. ولا تسخري يوما من عاطفته حين يظهرها لك. والعجب كل العجب حين تجد الزوجة تتبادل الأدوار مع الرجل فتكون صامتة جافة المشاعر وحادة الطبع حين يحاول هو ملاطفتها! كونى يا سيدتي كما يتوقع منك رفيق دربك: فاذا كان عملي فكون مثله، وإن كان يعشق الحياة الاجتماعية فشكلي له وهيئ له ذلك وشاركيه فيها واشركيه فيها.
فإن لم تفعلي تكوني بذلك عبء زائد ومضاف لأعباء الرجال. وتكوني قد فرطتي فى أنوثتك ودورك الذى رسمه الله لك وخلقك من أجله. يمكنك أن تجعلي منه حمل وديع يشرب من يدك. وإن لم تفعلي فلا تشكى حالك زاعمه أنك فعلت كل ما بوسعك وأنك تحملت ما لا يتحمله بشر. فحساباتك حين إذا مغلوطة. فأنت تؤدى له خدمات هو لا يحتاجها أساساً من البداية، فجهدك لا فائدة منه وتنتظري نتيجة لن تأتى. فالمهم والطريق الأسهل والأنجح هو البحث عما يريده الطرف الأخر، وليس فرض اهتمام زائف ولا داعى له.
فعفاف الزوج يكون وفق حساباته وإدراكه هو وليس وفق ما تكتفى به أنتى. فعفة زوجك هى بالفعل عفة لمجتمع كامل. باختصار أنتى تخلقين رجل بمعنى الكلمة وليس مسخ كما نرى بيننا الأن. أنت عزيزتي المسئولة عن استرداد الشهامة والنخوة والرجولة بين رجالنا. أنتى أساس بناء المجتمع. الأمر من بدايته لنهايته عائد إليك. لا تتخذي صديقتك أو والدتك مصدر نصح لك ، فلكل حالة تجربة مختلفة. كونى سيدة قرارك. فاذا نجحت، فسترى علامات نضجه وشبعه العاطفي قد ظهرت فالإنسان حين يشبع لا ينظر لما فى يد غيره، وإن نظر فبالتأكيد ستختلف النظرة بقناعة واكتفاء عن النظرة الشرهة الحيوانية.
لا تنس أن لكل بيت تجربته ولكل تجربة فنها فى التعامل معها، فمفاتن الحياة كثيرة واختباراتها متعددة. كما أنك حين تقصى على الغير مشاكلك، قد تُصابى بعين احداهن. فربما احداهن تتمنى ما تشكى أنتى منه. احذرى كل الحذر أن تصلى لمرحلة الفراق والطلاق. تحادثوا معاً وأفهموا بعض جيداً. فالأمر يستحق العناء.
وليس اللوم على الزوجة فقط ،فالحديث مردود للزوج أيضاً. فعليك أن تعف زوجتك بسترها. لا تذكر عيوبها أمام أى شخص. كن رجلاً بمعنى الكلمة وأحمى من أحتمت بك. لا تتعمد إهانتها أمام صغارها أو أهلك. كن سندا لها. وفر لها الأمان. اسمعها كلمة طيبة تهون عليها حمل الأيام. لا تكن أنانى، واجعل من نبى الرحمة قدوة لك. وفقني الله وإياكم لما فيه الصلاح والفلاح. ورمضان كريم.
الأديب المصري / د. طارق رضوان جمعه يكتب :العفة بين الخطأ والصواب
Post A Comment: