الشاعر المصري / محمد فؤاد يكتب قصيدة تحت عنوان "عد بالجنى والخير يارمضان" 




.......................

نسماتك المعطاء يا رمضان

حلّت فحلّ الخير والعرفانُ

وتلألأت سرج الهداية بيننا

وكسا الوجود البرّ والإحسانُ

وسمت قلوب والجوارح أسلمت

وصفت نفوس واهتدى حيرانُ

وتزيّنت كلّ الديار بنور آيــ

ـات الكتاب وأشرق الإيمانُ

في كلّ زاوية يضيء الذكر في

أرجائها فبه الورى يزدانُ

وخمائل الترتيل في ساحاتنا

تكسو القلوب بظلها أغصانُ

يامن به تسمو الجوارح خشية

أقبّل وحدثنا فشأنك شانُ

حدِّثْ وَهُزَّ من السبات قلوبنا

حدِّثْ فهل صُمّت لنا آذانُ ؟!

حَدًث عن التاريخ قبل " محمد "

لمّا استباح رحابه الطغيانُ

طاشت سهام فيه واستشرت به

فوضى وساد الفرس والرومانُ

وتربع البغيُ المقيت بعرشه

وتفاخرت بجيوشها "نجرانُ"

ساد الظلام فلا حقوق في الورى

تُرعى ولا أمن ولا اطمئنانُ

حتى أتت بك ليلة ملأى بما

يشفى الصدور يزينها القرآنُ

وبه ارتقت عن ألف شهر إنّه

نور أتى يصفو به الوجدانُ

فأنار أفكاراً وأحيا أمة

وغدا لها في الخافقين كيانُ

يا من به تسمو الجوارح قل لنا

أين المعارك خاضها الشجعانُ ؟!

من علموا الدنيا وطاروا للذرا

وتلألأت من هديهم بلدانُ

ساروا مسار الشمس في قلب الدجى

واخضوضرت بطريقهم وديانُ

في قلب قرطبة على نأي سرى

صوت المآذن فازدهت إسبانُ

و" الله أكبر " قد تلاها مسلم

فصحت على أنغامها " البلقانُ"

يامن به تسمو الجوارح ما الذي

صدّ الفوارس فانزوى الميدانُ ؟!

أفما وعوا من " بدرٍ" الذكرى وما

عرفوا العلا ودنا لهم برهانُ ؟!

يوم التقى الجمعان ، جمع للهدى 

يدعوا وجمع قادهم شيطان 

وتقابلوا في حمحمات للوغى

وتواثبت وتسابقت فرسانُ

من كلّ أصيدَ في القتال مجرّب

تخشاه في صبح الوغى الأسدانُ

باعوا لنصر الحقّ طيب نفوسهم

شاقتهمو في الخالدين جنانُ

الله غايتهم ونهج نبيهم

نبراسهم ودليلهم فرقانُ

عذرا أخا "بدر" فإنّ مصابنا

قد لجّ حين اشتدت الأحزانُ

وطفت على بحر الخلاف سفيننا

الموج يعلو واختفى الربانُ

وتمزّقت كلّ الأواصر بيننا

وعلا سماء المسلمين دُخانُ

ماذا تقول إذا انقضيت لربنا

وبكلّ واد مسلم غضبانُ ؟!

أتقول : إن الخلف بات يحوطنا

وتكاثرت في دربنا الأضغانُ ؟!

أتقول : إنّا أمة مكلومة

في أرضنا قد أورق الخذلانُ ؟!

أتقول : ماذا ؟ إن فكريَ شاردٌ

والقلب منّي ملؤه بركانُ

عذرا أخا " بدر "فإن خواطري

يعيا بطرح بيانها " سحبانُ"

عذراً فلا تلم البيان إذا بدا

متلعثماً ، قد كَلّ في لسانُ

من لي بتضميد الجراح وبرئها؟

كم تشتكي من جرحها الأوطان 

وعلى عيون " النيل " ثمة دمعة

هل من يد هشّت لها الأجفانُ ؟

يا من به تسمو الجوارح خشية

عُد بالجني والنصر يا " رمضانُ "




الشاعر المصري / محمد فؤاد يكتب قصيدة تحت عنوان "عد بالجنى والخير يارمضان"  



Share To: