الشاعر المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان " أحث الخطوات "
******
وحده سيف الوقت
من يعرف خطْبي
وهو الوحيد من يحس
بكمدي
لمّا أُحاصر بعيدا
عن وجْدي
فلا أجد غير لسان حالي
بين الهنيهة والهنيهة
أطلق من مدارات كوني
ومن زوايا اعماق
لحدي
صيحة من حنان
يشتاق كثيرا إلى ذكريات
شطّت عني
أمامي تحترق في
أرض مهدي
بلهيب النوى تذكي
جذوة قلب كم
يحن إليها وكم يصبو؟
كلما سجا البحر
يختلي به في ظلام الليل
يلتمس منه ان يدعني
أغسله بماء دمعي
وحدي
أفرك عيونه بنور القمر
أطرز أظافير رعبه السرمدي
أهادنه مسخرا كل
جهدي...
ربما يتوقف عن خدش
مرآ ة عُريي العاري...!
فأنط على ظهر الموج
أواناً أتسلى بزبده
وآونة ألهيه باللهو
وبدغدغات تنسيه
مساره الابدي
فتطيش رؤيته
وينسى حدي
وحدود مداي
عندئذ يخلو لي المجال
فأبدأ في مطاردة حجلة
ترف رفيف الاقحوان
في ندى النسيم
تحمل جسدا صار
كالفنن الذاوي نحولا
لا يزال في دورانه
يحلم بالمجد
أنهكته الصبابة
ونال منه الجفاء
نأى بعيدا عن جسدي
أتبعها و ظلها آناء
هجوع حمى الهوى
أحث الخطوات ...
خطوة خطوة...
استعجلها لتتسلق أدراج
الريح...
فأسلخ عني ذاتي
أتركها في الفلاء
وحيدة لن تنعم
لا بِي
لا بالهدوء
ولا بالهناء...
غريبة في غربة خلاء!
لا أحدا يذرعها بَعدي!
أما أنا فهي ملكي
لي أنا
فلن أتركها تستكين
إلا لي أنا
محافظا عليها وعلى
العهد
ولو بقلب ذبيح
جريح...
مضرج بنزيف عشق
راكبا عناد التحدي
أنثر كنانتي عليّ
موجها منها اليك
سهام لحاظي
لتكسر نصل سيف
أشهرته في لحظة غضب
ضدي...!
ثم أخلد إلى عالم وجودي
دامغا وجودك بالوصل
بالوجد
ملتحفا بصمت أبدي
أمدد أوتار هواي
وترا وترا
فيحمل صداها رذاذ
سلالات الزنبق
وفصائل النرجس
وبذور الورد الوردي
يرشها كلها
على كل زهرة
من أزهار اللوز
أبعدوها غصْبا عني
جن شوقها إليَّ...
فيا ليتني أفي لها
بوعدي..!
أراها تبكيني تارة
بعطر تعلم أني
أراه...!
لكني بعيدا عنها
لا أُطْعَم شذاه!
وتارة لما تستفيق
ولا تجد سوى الفراغ
يؤنس وحشتها
تبكي بُعدي... !
الشاعر المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان " أحث الخطوات "
Post A Comment: