الأديب المغربي / علال الالجعدوني يكتب ورقة موجزة وشاملة حول الإعلام
** الإعلام وما أدراك ما الإعلام :
لقد جاء الإعلام الورقي والسمعي والمرئي وحتى الإلكتروني الذي أضحى البديل السريع في زمننا هذا لينشر الحقيقة ويكتب في كل المواضع بحرية واستقلالية دون تزييف المشهد أو الصورة أو الوقائع أو الأحداث أو يخفي عن المشاهد أو المستمع أو القارىء ما شاهده أو سمعه أو التقطه هذا من جهة ، كما يجب على الإعلامي أن يكون صادقا مع نفسه ومع ضميره ومع إنسانيته ومع الحدث ويدع المتلقي يسمع أو يشاهد أو يقرأ الحدث كما هو دون تدخل في الحيثيات ودون تمييع الصورة الحقيقية للحدث وإلا فما الفائدة من الإعلام إن زاغ عن الخط التحريري وتدخل بذاتيته وبأفكاره ورؤيته وتعليقاته ؟؟؟!!! تلك هي المعضلة التي نعيشها اليوم في وسائل الإعلام والتواصل بحث يتم إنزال الخبر دون مراعاة مشاعر الناس ولا أحاسيسهم ولا معنويتهم ولا كرامتهم ولا احترام الحدث نفسه بل نلاحظ تشويه الصورة أو الصيغة التي يجئء بها لغرض في نفس يعقوب .
والإعلام ينقسم إلى عدة منازل منها الإحترافي ومنها إعلام الهواة ومنها التطفلي والعبثي والخارج عن القواعد الأساسية للإعلام بحيث كل قلم يرسم خريطة أفكاره حسب ما يتماشى مع طبيعة أفكاره مما يجعل المتلقي يعيش متقلبا بين التضاربات والتناقضات ليحتار في أيهما يصدق وأيهما يتبع .
ولهذا يجب التعامل بحذر مع كل الحالات الإعلامية بذكاء وفطنة حتى لا نسقط في مشاهد قد تجرنا إلى ما لا يحمد عقباه . لقد كثرت التداعيات الإعلامية و جعلتنا نعيش بين مد وجزر في إشكاليات يصعب علينا الخروج منها بنتائج دقيقة ، وهذا هو الواقع المسيطر حاليا في الوسط الإعلامي ،فحتى بعض الاحترافين انحرفوا عن السكة وأصبحوا يخدمون أجندة معينة ويصورون لنا تصورات تكاد تخطف العقل والبصر مما تجعلنا في حيرة من أمرنا هل نصدقهم أو نشككم فيما يعرضون ريثما نتقصى الحقائق من جهة أخرى ، والغريب في الأمر حتى الإعلام أصبح يباع ويشترى بين المؤسسات الإعلامية النافذة والتي تتحكم في القرارات العامة والخاصة شكلا ومضمونا .
إذن كيف يمكن أخذ الخبر اليقين وكيف يمكن الحصول على الصورة الفعلية التي يبحث عنها الجميع ؟؟؟!!
أسئلة وأجوبة جد مركبة في عالم تطورت فيه التكنلوجيا ، لذا يجب الحذر ثم الحذر من كل ما ينشر مع التريث قبل إصدار الحكم أو التعليق أو التصديق ، وحتى وإن علقنا فيجب علينا تفادي مساس كرامة وحقوق الغير لكي لا ننساق وراء معلومات واهية فنسقط بدورنا في سياسة التبعية الكيدية شكلا ومضمونا .
وقبل ما أختم حذار من الإعلام له شبكة جد واسعة قوية تخدم مصالح خاصة لكل من له نفوذ مؤثرة داخليا وخارجيا .فبرغم القانون المنظم لذلك ، هناك من لا يحترم الإعلام نفسه ولا الحدث ولا الصورة التي يجب إخبار بها الناس فيشرع في زف أشياء مغلوطة محاولا اللعب على الوتر الحساس ومستغلا الظروف والمناسبات ضاربا بذلك قيم مبادىء الإعلام التي جاءت من أجله .
نعم إنه زمان اختلطت فيه الأوراق ولم يعد للإعلام مصداقية ولا شفافية بقدر ما أصبحت التفاهة تلف كل شيء لخلق تنناقضات في أفكار الناس ليخلو الجو لأصحاب الامتيازات داخليا ودوليا وهذا ما نعيشه اليوم بين أكبر شبكات الإعلام العالمية بحيث تنقل صور بين شبكة وشبكة كلها تناقضات فأيهما تصدق ؟؟؟!!!
الأديب المغربي / علال الالجعدوني يكتب ورقة موجزة وشاملة حول الإعلام
Post A Comment: