الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب مقالًا تحت عنوان "الشيخ الغزالي"




من المفكرين الذين كان لهم دور كبير في تكويني العقلي المفكر الكبير" الشيخ محمد الغزالى" نعم المفكر لا أعرف لماذا كلما قرأت له كتابا أقتنع أكثر أنه مفكر تنويري موسوعي وليس شيخا تقليديا جامدا على معرفته الدينية والتى لا تتعدى عند الكثير من رجال الدين  الفقه والحديث والفقه . و لا أعرف  أيضا لماذا أجعل ترتيبه الفكري بعد العقاد الذى يأتي قبله الإمام محمد عبده . 


أصبح  الشيخ الغزالى مكانة خاصةً في ذهني وهي أنه ثالث ثلاثة عمالقة الفكر الاسلامى الوسطي فهو الذي يحرص على ارتداء ذي رجال ليضيف كل منهما للآخر،  ولكنه من وجهة نظري ليس شيخا أو رجل دين وفقط بل هو :أكثر من مفكر بل دائرة معارف إسلامية تنويرية ، يدافع عن العقيدة ضد المتشددين الاسلاميين من بني جلدتها في الداخل ،ويقوم بنفس الشيء بالدفاع عنها  ضد  بعض المستشرقين المتعصبين ضدها في الخارج .


كان يناقش هؤلاء وهؤلاء مناقشة الفكر بالفكر  بأستاذية الأديب الفيلسوف ،  لم يحبس عقله في زاوية النظرة الضيقة التي تستقي مادتها من الفقه والتفسير والحديث، بل تبحر في علوم العصر من فكر وفلسفة وأدب، قبل علوم الدين، الذي تبحر فيها وتمثلها حتى غدا كل ما يكتبه أو يتفوه به أقرب لصحيح الدين  ،فقد درس الدين  وعلاقته الجدليه مع الواقع الذي لم يكف عن التطور والتحول بفضل الثورة العلمية،  فهو ليس بمعزل عن كل ذلك .


كان لا يكف عن البحث بداخل الشريعة وعوامل المرونة بها عن حلول دينية تواكب العلمي حتى لا يحدث خصام بين الدين العصر  ليظل النص المقدس حاضر في المجتمع، كان يرى في الخطوط العريضة للشريعة ما يصلح  أن يكون الحل من داخل العقيده و الفكر الإسلامي،  لتظل ممارسة الحياة ليست بمعزل  عن العقيدة، بهذه النظرة تكون حياة المسلم   في الدنيا في نفس الوقت هي عقيدته يعيش ويستمع ثم يؤجر على ذلك في الآخرة.


 آخرة ودنيا عقيدة وممارسة في وشيجة واحدة، وأيضا هي زاد للآخرة، لم يعرض نظريته في الفكر الاسلامي بفكرة ذهنية ترواح مكانها في رأسه  ، بل عرض الكثير من تجارب الأمم الغربية والشرقية ،بعد أن تعقدت حياتهم ب كل بأسباب الحضارة المادية و التي استلهمت في بدايتها ز المنهج التجريبي الإسلامي في أوج الحضارة الإسلامية. يتجول بك الشيخ الغزالي بروح الأديب وعقل المفكر وعمق الفيلسوف في التاريخ القديم والحديث لتستمتع بأسلوبه السلس السهل الرشيق في حدائق المعرفة العميقة.


 إذا كنت لا تعرفه لظننته من فلاسفة الإصلاح في الحضارة الإنسانيه كل ذلك بأسلوب ممتع طلق سهل منساب يحمل في طياته فكر إنساني نبيل  يجمع : بين العمق الفلسفي ودفء العباره يتمثل ما يقرأه ثم يخرجه ممزوجا  بشفافية العقيدة ونور الإيمان في ضفيرة واحدة مع منطق العلم والتجريب معرفة مكتملة، التنوير والأدب ،وعلم النفس والاجتماع  والفلسفه والعقيدة  بأسلوب سهل،  عميق غزير،


الشيخ الغزالي  من أصحاب الثقافة الموسوعيه جعلها أكثر شفافية : عقيدة مخلصة لدينه وأمته الإسلاميه  ، من أجمل كتبه ،عقيدة المسلم ،خلق المسلم ،فقه السيرة ،جدد حياتك ،وهذا ديننا  ،رحم الله الشيخ محمد الغزالى الذي سماه والده بذلك الإسم تيمنا بالإمام أبو حامد الغزالي أعظم المفكرين وأكبر عقل ، ظهر في الإسلام كما وصفه العقاد ..



الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب مقالًا تحت عنوان "الشيخ الغزالي"


Share To: