الأديب السوري / مهند العاقوص يكتب نصًا تحت عنوان "أيقظني عيد القيامة كي أتسحر"
أيقظني عيد القيامة كي أتسحر، فأسرجت قلمي: اكتب أيها المتأرجح بين نورين.
فكرت بأن أكتب عن سنابل إذا كسروها تحصد، وعن قمح إذا طحنوه يشف، وعن عجين إذا أحرقوه ينضج، أوليس الخبز قيامة؟؟
حفرت في الظلام عميقا، إلى أن تدفقت فكرة تقول: الجمال قيامة.
تقوم اللوحة إذا مات اللون فيبعثا، ويقوم الأدب حين تموت الكلمة فيخلدا، وتبدأ الموسيقى حين تموت النفس وتقوم الروح للرقص عارية حول نواتها، ما أعمق حفرة القيامة، وما أطول المسافة بين التراب والفكرة!
أخذتني القيامة إلى شاطئ الفجر فقامت المشاعر، ورمت لي من بحر الذكريات سمكة...
أوليست القبلة الأولى قيامة؟! وما دونها موت مبكر مسكوت عنه؟؟ وما بعدها فعل تكرار لمعنى الخلود؟؟
أذكر تماما أنني كنت متجها نحو شفتيها، لكنني جبنت في منتصف المسافة، وقبلت خدها المكتنز كالجبنة، وانفتح القبر في قلبي لتطير الأغنيات.
الحب قيامة القيامات ومعنى الوجود....
ثم بعد القبلة الأولى، صارت كل قبلة هي الأولى، إن من حسنات الشفاه نعمة النسيان، ومن مصائب القلب لعنة الذاكرة.
يعاتبني عيد القيامة قبل إقامة الأذان: أأيقظتك كي تحب؟؟
_ وهل يستيقظ من لا يحب؟!
أمشي على عطر نسمة كنور شمعة، فأراني متجها نحو قلبي، أكنس ما لا تجوز به صلاة العاشقين، ثم أجلس في بيت الله، وابتسم إذ أسمع الصوت يحن: قام الآذان... حقا قام.
الأديب السوري / مهند العاقوص يكتب نصًا تحت عنوان "أيقظني عيد القيامة كي أتسحر"
Post A Comment: