الأديب العراقي / عماد الدعمي يكتب قصيدة تحت عنوان "لِمَ أنتِ"
لِمَ احببتُكِ
من دون النساءِ
لِمَ عن بُعدٍ
ومن دون اللقاءِ
أخبرني يا ملاكي
عن خفايا الروحِ
عن أسرارها
عن وصلِ روحٍ لا يراهُ
أهلُ كرهٍ ؟
أخبريني
عن ضياءٍ
شعَّ في أعلى السماءِ ؟
لِمَ احببتكِ
والعمرُ على
أبواب خمسيني
وشيبي قد تجلى
وتولى زهو عمري وسنيني؟
لِمَ أحببتكِ يا سيدتي
في زمنِ الفوضى
وفي وقتِ دمارٍ
وخرابٍ وانهيارٍ
أخبريني
لِمَ أحببتكِ جدًا
في زمانِ الانهياراتِ
ومأساة نقيّ في الحياةِ ؟
أخبريني
كيفَ أمسيتِ جنوني
وحنيني وأنيني
ومُرادي ويَقيني ؟
لِمَ أحبتتكِ يا أنتِ
بلا قيدٍ
وغردتُ كطيرٍ
عازفًا ألحانَ صبٍّ
حامًلا أحلامَ عشقٍ
وعلى أبواب حُلمي
رحتُ أرمي
نبضَ قلبي
سجنَ أسرٍ ؟
لِمَ أحببتكِ يا أنتِ بلا أنتِ
بلا وصلٍ وقربٍ ؟
أخبريني
أ لهذا الحبِ نورٌ
ألهذا الحبِ دربٌ
ألهذا الحبِ سحرٌ ؟
ألهذا الحبِ تفسيرٌ وأمرٌ ؟
لِمَ أحببتكِ يا أنتِ
وعندي جرحُ ماضٍ
لِمَ يزلْ منذُ زمانٍ
نازفًا دونَ انقطاعٍ ؟
لِمَ يزلْ منذُ زمانٍ
قابعًا دونَ الوداعِ ؟
لِمَ أحببتكِ
فوقَ الحبِ يا أنتِ بصدقٍ ؟
ويقيني أنّ عصرَ الحبِ ولى !
وحكاياتِ غرامٍ غادرتنا
يومَ أمسى في البراري
هائمًا مجنونُ ليلى !
لستُ أدري
لِمَ أحببتكِ حبًا
دونَ تفكيرٍ
وتبريرٍ وتحضيرٍ وتقديرٍ ؟
ولكني عليمٌ
بمدى عشقي وودي
وانتعاش الروحِ عندي
فدعي عَنكِ سؤالي
واعزفيني لحنَ شادٍ
باتَ يشدو للوصالِ
لِمَ أحببتكِ يا أنتِ بلا أنتِ ؟
ومثلي غارقٌ في بحرِ آهاتٍ
بلا جدوى ومرسى!
مُبحرٌ يبحثُ عن عاشقةٍ من
غير لومٍ وعتابٍ
وردودٍ وجوابٍ
وكلامٍ وخطابٍ
فمتى يا أنتِ
من دون سؤالٍ تفهميني ؟
ومتى من حرف شعري
تقرأيني !
لِمَ يا أنتِ بلا أنتِ ؟
أجيبي عن سؤالي
فالليالي في انقضاءٍ
وأنا منذُ زمانٍ
بينَ شكي ويقيني !
الأديب العراقي / عماد الدعمي يكتب قصيدة تحت عنوان "لِمَ أنتِ"
Post A Comment: