الكاتبة المصرية / رانيا لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "عمق الوضوح تُدركه الروح" 




 هي أشياء في الداخل ترسم لنا الخارج بتفاصيلنا لا بتفاصيله، وربما لهذا السبب لا يحرص السعداء على اقتناء الأشياء الجميلة، بل يحرصون على رؤية الأشياء بعيون جميلة.

‏الأحداث لا تزعجنا، بل آراؤنا بشأنها وبتفصيل أكثر تحديداً،إنّ حكمنا على شيء ما من جهة أنّه سيّءٌ حقّا، أو كارثي، هو مسبّبٌ لمعاناتنا.

لذا تتشابه الأحداث ربما طبق الأصل لدى كل فرد في كل مجتمع،ولكن تختلف النتائج باختلاف تعامل الفرد  ورأيه فيما حدث أو يحدث له أو معه.

 ‏‎فلكل شخص زاويته الخاصة وإطاره المرجعي الذي يرى من خلاله الأشياء والناس  والأحداث، فما يراه غير مقبول  قد يراه الآخر مقبولا، والخطوط  التي يرى عدم تجاوزها اليوم قد يراها في الغد سالكة خضراء.

فحقيق أننا على يقين بأن غنائم المرء تجاربه.. 

المعاناة هي أننا نعيش دراما نفسية في داخلنا وهذه الدراما هي من صنعنا نحن فقط، نحن نتفنن في اختراع الحزن والانزعاج والغضب في كثير من الأحيان، فتتعاظم الأفكار في نفسنا لتطوّقنا بعد ذلك إلى اللاشئ المريب.

‏‎إذا اطاع الإنسان منهج الله تعالى في حركته في الفعل والترك، وعاش في قالب التكليف الرباني، فسيكون مثل الأشياء المسخرة في الكون، كالشمس عندما تشرق وتغرب، وكالقمر عندما ينتقل في منازله، وعندئذ سوف تنتظم حياته ويريح ويستريح، ولن يكون عبئًا وثِقل على نفس الآخرين.

هكذا هي ‏‎الأشياء الجميلة توجد بداخلنا..!!

وليست فِي الأحداث أو نتائجها او فيما نراه ونحكم عليه سلبا او ايجابًا، فعندما نمتلك عينًا جميلة سنرى كل شيء جميل، وعندما نمتلك نفسًا راضية سنرضى ولو بالقليل، فعمق الوضوح تدركه الروح.. 

فالحمد لله ‏حين تُدار الحياة وتُحتمل باليقين وحسن الظن بالله، وبالانشغال بالرفعة الأخلاقية والمعرفية والسلوكية، وبالفهم الذي يفتح أبواب ما استدبر من أمر المرء وما يستقبل، وكان من دعاء عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-:

«اللهمَّ زِدْني إيمانًا ويقينًا وفَهْمًا وعِلْمًا»..


الكاتبة المصرية / رانيا لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "عمق الوضوح تُدركه الروح"



الكاتبة المصرية / رانيا لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "عمق الوضوح تُدركه الروح" 




Share To: