الكاتب العراقي / جميل شيخو يكتب : "السياسة باعتبارها فن صناعة المشاكل"




صارت السياسة تعني

صناعة المشاكل!

 أو حل المشاكل بالمشاكل!

 أو إدارة الأزمات بصناعة الأزمات! 

حيث يصنع الساسة أو السلطويون للناس الذيم هم إما مخدوعون أو مقموعون،  مشاكل جديدة، ربما أسوأ من سابقاتها، من إجل تحصيل الرضا والشكر على المشاكل السابقة ونسيان أصل المشكلة!

وأن يبقى الناس بالتالي مدينين لهم بالجميل!، مستعدين للتضحية من أجلهم ومن أجل الأنظمة أو الأوطان التي يمثلونها أو يحكمونها أو يحلبونها أبقارا ذلولة، أو يتاجرون بها في الأسواق سلعا رخيصة! 


يحكى أن رجلا ذهب يشكو لجحا مشكلته قائلا :

أنا أسكن مع زوجتي وأطفالي الستة وأمي وحماتي في غرفة واحدة. وهذا يرهقني، فماذا أفعل؟ 

قال له جحا: اذهب واشترِ حماراً وأسكنه معك بالغرفة وعد بعد يومين!

عاد الرجل بعد يومين وقال له:

يا جحا، الأمر صار أسوء!

فقال له جحا:

اذهب واشترِ خروفاً وضعه معك بالغرفه وعد بعد يومين!

عاد الرجل ووجهه شاحب وقال له:

اﻷمر أصبح لا يطاق!

قال له جحا:

اذهب واشترِ دجاجةً وعد بعد يومين!

عاد الرجل وقد أوشك على الهلاك أو الجنون!

قال له جحا:

اذهب وبِعِ الحمار وأخبرني!

عاد الرجل وقال له:

لقد تحسن الأمر قليلاً!

ثم قال له:

اذهب وبِعِ الخروف وأخبرني!

عاد الرجل وقال لجحا:

الوضع تحسن كثيرا!

قال له جحا:

اذهب وبِعِ الدجاجة وأخبرني!

رجع الرجل وقال له:

أنا بأفضل حال أشكرك من القلب! يا سيدي!


وينبغي أن لا ننسى دور الشعوب المتناقضة المتضاربة في مكوناتها واعتقاداتها وأخلاقها وطبائعها وصفاتها وعاداتها ومواقفها وأحوالها وأهدافها ومصالحها!

ولا ننسى أيضا أن أكثر الناس يحبون الراحة والكسل، ولو عاشوا مخدوعين أو مقموعين أو حتى عبيدا وخدمة وحماة للسلطويين الذين يبدون عادة، أقوياء نافذين محظوظين حكماء جذابين!  

وحيث أن خداع الناس أسهل عادة من إقناعهم أنهم مخدوعون! 

وأن استخدامهم أو توظيفهم لا يحتاج إلى ذكاء كبير!  





الكاتب العراقي / جميل شيخو يكتب : "السياسة باعتبارها فن صناعة المشاكل"





Share To: