الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي تكتب مقالًا تحت عنوان "إغتيال الأحلام"




و إغتم قلبي أسى على شباب إجتبى المجازفة بحياته ظنا منه أن حاله سيتغير للأسنى ، مكابدا لفراق أمه و أحبابه على أمل أن يلقى حياة رغدة في أوطان أجنبية غير وطنه متناسيا أن من نهب ثروات بلاده و تركه يعيش الفقر و التهميش هي البلاد الأوروبية ، يظن الشباب بهذه الفكرة الغبية سينجون لكن هيهات على هذا الظن الساذج الذي من خلفه لقي أغلبهم حتفهم في البحار و إندثرت أحلامهم معهم في وسط الطريق تاركين لوعة الشقاق بمهجة أسرهم ... 

حقا يالا هذا التفكير الغريب الذي لم أجد له تفسير !! 

لماذا كل هذا التعقيد و اللجوء لأسرع طرق التعذيب ؟ 

حسنا أنا معكم بأن طموحاتكم أصابها العقم من عدم التحقيق  في وطن يعاني من أنظمة ظالمة ، سارقة ، فاسدة 

لكن حتى الهجرة الغير شرعية ليست بحل ميثاق و تحقيق أهداف .. فهي طريق طويلة الأمد مليئة بالمكادر و تبقون شذاذ الأفاق في تلك البلدان مهما طال بقائكم بها و لن تجدوا فيها قلبا ود بل ستلقون قلوبا جلف مثلها مثل الحجارة غير مبالية لوجودكم معها ... أعرف أنكم شباب ثائرين لما حصل لكم في دياركم ، حاقدين على تلك الأنظمة القامعة ، المدمرة لمستقبلكم ... أيضا ذلك هو الحال في أوطان الغرباء حيث ستعانون من الذل و الإستغلال مقضين سنوات و سنوات فارين من الأمن مختبئين في الجحور جياعا ، حفاة مستنجدين للعودة إلى الديار نظير العطف و الحنان لكن ليس بمجيب .............

لذلك من الأحسن أن تبقى في وطنك مضحيا ، مكافحا ، تعيش بكرامة أفضل من العيش تحت الأقدام

                          


الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي تكتب مقالًا تحت عنوان "إغتيال الأحلام"

 

الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي تكتب مقالًا تحت عنوان "إغتيال الأحلام"



Share To: