الكاتبة المصرية / أميرة محمد تكتب "عود ثقاب" 




وحيدة أنا كعود ثقاب إشتعل في ليلة حالكة الظلام، فأشعل شمعة كبيرة تضيء  بها كل أركان السواد بالغرفة. 

ثم أطفئوا شعلته وألقوا به بعيداً لسواد رأسه المحترقة من النار و رائحة دخانه التي لا تحتملها أنفاسهم، 

فظل ملقى على الارض حتى تحول لتراب متناثر. 

فعندما جاء الشتاء و هبت عاصفه قوية رفعت جميع الاتربه  من الأرض لتطير بحرية في الهواء بشكل رقصة دائرية فتأفف المارة جميعا من هذا الغبار المتناثر بسبب العاصفة و رجعوا الي بيوتهم  يشتكون مما فعل هذا الغبار  بأعينهم و أنوفهم. 

في حين أنهم لو لم يلقوا بما ألقوا قديما لما تحول لهذا الغبار و لأصبح الهواء منعشا و نظيفا. 

فأنتم من ألقيتم بنا في طرقات الحزن و الظلام وحدنا و رغم ذلك لا تستطيعون تحمل عواصف غبارنا .


الكاتبة المصرية / أميرة محمد تكتب "عود ثقاب" 



Share To: