الكاتبة التونسية / شيماء العربي تكتب مقالًا تحت عنوان " رحلة البحث عن الذات "




 تبدأ الآن رحلة الذات ، الذات التي تبحث عن التغيير ، تبحث عن تجربة تستحق الخوض ، لكن التجربة شبه معركة و صراع بين الذات و ذاتها و بين الذات و العالم ، لكن المنهزم الوحيد فيها هي أنا ...

منذ سنوات كنت أرفض الجميع و الجميع يرفضني، كنت أهرب من التجمعات و الأحاديث الكثيرة مع البشر لأنني أخاف أن أكرر خذلاني من الأشخاص المقربين ، و الحقيقة أنني مازلت كما عهدتني لم أتغير ، لم يكن بإستطاعتي ان أخرجني مما انا عليه و هذا الهلع يمتلكني، كنت احكي في كل مكان و زمان عن بشاعة الآخرين وبشاعة أفعالهم ، فقابلني الجميع في ذهول تام ، هناك من نعتني بالمجنونة و عديمة عقل ، أما أنا كان خوفي من مواجهة الوحوش الأدمية يجعلني أسيرة  لإبتسامة كاذبة تجاه الحياه و تجاههم ،ظننت أنني سأكون سعيدة مجددا؟ ماذا أفعل حتى أستطيع أن أثق في شخص مرة اخرى؟؟ رغم المحاولات المتتالية لتغيير نظرتي للآخرين و فشلي في كل مرة اقتربت فيها من النجاح ،  أما الآن إستنزفت طاقتي لأقدم الثقة للآخرين مجددا ولكني كنت أرفض الخروج للحياة لأنني أعلم مدى أذيتي منهم ،، التعايش معهم ليس حل جذري المسألة المعقدة بين ذاتي و ذاتهم ،، ليست نرجسية مني كما يعتقدون لكن لا يمكن للإنسان أن يشفى في البيئة التي جعلته مريضا ،،، 

أبعد الله عني كل الأشخاص الذين تسببوا في عزلتي عن الحياة و الآن أجد نفسي أستغني عنهم بإرادتي ،، و أنا أيضا مندهشة كيف تخليت عنهم و هم كانت حياتي تتمركز عليهم و اليوم إستبعدتهم من عالمي ،،، ربما ذات يوم ستحدث أشياء تكون بمثابة تعويض إلاهي لما رأيته من حزن معهم و إنعدام للثقة،،،  

 لقد أخرجت أجمل ما بداخلي لهم و إستبدلته بالكثير من الكره و الإشمئزاز منهم لبأس لأكون أنا  الشخص الأكثر شرا بينكم ، لم أعد أهتم كيف سأظهر أمامهم حتى شكلي الباهت لم يعد يهمني كم أنا سيئة في حق نفسي ،،، أصبح إنعدام الرغبة و اللامبالاة شعوران أعيشهم كل يوم مع مجموعة بشرية قذرة ،، 

شعور لا يوصف، كل ذكرى مرت بي أخذت مني كل إحساس بالحب و هذا الأخير لم أعد أعترف به لأنه ليس من أولوياتي ،،،  لا يمكن نسيان عدد الثواني التي جلدت فيها ذاتي من أجلهم ، تاريخ اليوم، التجهيزات التي سبقتها،  ترتيب الكلمات التي أنطق بها ، حتى لون السماء لم يعد يجذبني ،،، تشرق الشمس أم تتساقط الأمطار لم أعد أهتم لما يحدث في هذا العالم  الشاسع ،، أنا الآن شخص هادئ يبحث عن الأمان وسط ضوضاء البشر وسط خرافات الحب الإستفزازية ،،،  كانت كل ذكرى تاريخ مهم لشخصي المفضل أحتفل بها كأنها من ضمن الأعياد الرسميه المعروفه،، و الأن أنا شخصي المفضل ،،، أنا قضيتي ،،، أنا فقط ،،، أنا الحياة ،،

... لقد أصبح حديثي مع الجميع مجرد كلمات عابرة و أنا عابرة كتلك الكلمات ... إكتفيت بشخص واحد لا أريد أن يكون لي إسمان ،،

فهذا ليس عتاب ولا لوم، لكنها رساله قد تنقذ ما يمكن انقاذه ،، و إعادتي من جديد لحياة أستحقها حقا ؟ سأمحي من ذاكرتي ما مررت به مؤخرا، سأعود مضيئة مرة ثانيه،،، لأن الجميع يستحق فرصة جديدة ؟!

لم ينتهي البؤس لكنني الآن ناضجة لم أعد طفلة صغيرة ،،، ربما هذا النضج المبكر سينهي ذكرى سيئة أو حقيقة مؤلمة ،، ربما الحياة ليست بذلك السوء الذي اعتقدته ، ربما أنا فهمت الحياة بطريقة خاطئة ، لأنها لا تتكرر مرتين و أنا كذلك ،، و في يوم ما سأحصل على ذات قوية ، ذات لا تعرف لليأس عنوان...


الكاتبة التونسية / شيماء العربي تكتب مقالًا تحت عنوان " رحلة البحث عن الذات "


الكاتبة التونسية / شيماء العربي تكتب مقالًا تحت عنوان " رحلة البحث عن الذات "




Share To: