نبيل أبوالياسين يكتب عن تحيز الإعلام الغربي في تغطية أحداث القدس ونادي برشلونة ومعاقبة لاعب لتضامنة الإنساني مع فلسطين




إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، وضح خلال لقاءة ببعض الصحف منذ أيام قليلة، أن الدفاع عن الديمقراطية،  وحقوق الإنسان هو تحدٍ حاسم في عصرنا، ويعد تقرير حقوق الإنسان أمراً حاسماً في هذا الإطار،  وسنواصل تركيز حقوق الإنسان في جميع مشاركاتنا في جميع أنحاء العالم، هذا ما قالهُ"بايدن" وما نرىّ إلا الأزدواجية في المعايير الغربية بين الوضع في الدول التابعه للإتحاد الأوروبي، والفلسطيني، رغم أن شجاعة الفلسطينيين المعتاده في مواجهة الإحتلال بصدور عارية، والتي لاتقل في أهميتها عن شجاعة شعب الدوله المعنية  في مواجهة غزو دولة "الفيتو" والتي يحظى بالأسلحة، ودعم غربي وأممي لاحدود له.


فضلاً: عن الإتهامات من قلب الكونغرس "لـ" صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالإنحياز لدولة الإحتلال، وعاد الجدل من جديد إلى قلب الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية عقب إقتحام قوات الإحتلال المسجد "الأقصى" وإعتدائها على المصلين، وطريقة الإنحياز أو الصمت الذي يميز مواقف أمريكا، والغرب تجاه هذه الأحداث، ولم يتوقف الإنحياز عند هؤلاء بل طال الأندية الرياضية منها مؤخراً نادي برشلونة الاسباني، الذي عاقب اللاعب "عبد الصمد الزلزولي" مغربي الأصل بسبب تضامنهُ مع فلسطين في ظل تساءُلات أليس التضامن الإنساني مع أصحاب الحق"الفلسطينيين، وضد الظلم الغاشم من المحتل الصهيوني يَعُد من صَمِيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي"جوبايدن".


لابد من أن توقف الولايات المتحدة الأمريكية صمتها الغير مبرر تجاة الإنتهاكات المتكرره من الإحتلال الصهيوني الذي جعل مصداقية الولايات المتحدة تنهار في العالم، وتتضرر كلما أمعنّت في الصمت.


وآن الآوان على  أن تَحث حكومة الإحتلال  أن تُلغى الأبارثييد «وَضَعه جانبا، أو نبذهُ» وليس المنازل الفلسطينية، لأنه لا مكان للفصل العنصري في عالمنا الحالي، ومع ذلك، مازالت تستمر حكومة الإحتلال  في التمسك بنظامها القاسي، والمثير للإنقسام من خلال التعذيب والقتل، وهدم منازل الفلسطينيين، يجب أن ينتهي هذا الآن.


لأن مازال يعيش ملايين الفلسطينيين منذ عقود في ظل نظام الفصل العنصري "الإس رائ يل ي" في قلب هذا النظام العنصري العنيف، وتكمن التجربة الفلسطينية في الحرمان من المنزل الذي يأوية، في جميع أنحاء "إس رائ يل"،  والأراضي الفلسطينية المحتلة ، ويُعامل الفلسطينيون على أنهم مجموعة عرقية متدنية ويُحرمون بشكل منهجي من حقوقهم، وهذا هو "الفصل العنصري".


 لأكثر من 73 عاماً، قامت إسرائيل بتهجير مجتمعات فلسطينية بأكملها قسراً وهدمت مئات الآلاف من منازل الفلسطينيين ، مما تسبب في صدمة ومعاناة مروعة، واليوم أكثر من 6,3  ملايين فلسطيني هم من اللاجئين،  وهناك ما لا يقل عن 170.000 آخرين معرضون لخطر حقيقي بفقدان منازلهم، وفي كل أسبوع، تقوم السلطات الإسرائيلية بإخلاء الفلسطينيين قسراً من منازلهم، وتهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم لصالح المستوطنين اليهود، وتشكل هذه الأعمال جزءاً من هجوم ممنهج، واسع النطاق ضد السكان الفلسطينيين.


 ومع الدعوات، وحشد المزيد من الناس على مستوى العالم ضد هذه المظالم، حان الوقت الآن لكي نقف متضامنين ضد الفصل العنصري الإسرائيلي، معاً، ولدينا القدرة كمنظمات حقوقية، وشخصيات مؤثرة، وفنانين، ورياضيين، وزعماء الدول العربية، والقيادات العربية، والإسلامية الرشيدة  على هدم هذا النظام العنصري.


 وقد قامت بعض المنظمات الدولية أبرزها "منظمة العفو الدولية" وإتخذت إجراءات ضد عمليات الهدم والإخلاء القسري، والفصل العنصري الآن،  وقدمت لرئيس الوزراء "الإس رائ يلي" بعض الحقائق عن الوطن، فضلاً عن؛ دعوة نفتالي بينيت للإلغاء الفوري لجميع أوامر الإخلاء القسري، وهدم المنازل ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء التهجير القسري للفلسطينيين.


وأطلقت "منظمة العفو الدولية" حملة تضامن واسعة النطاق اليوم مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظل نظام الفصل العنصري، من خلال إستمارة إلكترونية، لأضافة الأسم لمطالبة رئيس وزراء الإحتلال بالتحرك، وتنص؛  إنني أدعو رئيس الوزراء "الإس رائ يلي" إلى:

 الإلغاء الفوري لجميع أوامر الإخلاء القسري، وهدم المنازل ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء التهجير القسري للفلسطينيين.


لا أريد أن أركز فقط في مقالي هذا  على أسباب التصعيد الأخير سواء الداخل "الإس رائ يل" أو في المدن الفلسطينية،  والأسباب، والدوافع المرتبطة بهذا التصعيد ، غير ذلك؛ وأن الأهم في رأيي أن نتناول هذا الموضوع بصورة أشمل وأعمق، وصولاً إلى تحديد طبيعة جذور الأزمة كيف يمكن معالجتها من أساسها حتى لا تتكرر مثل هذه العمليات وحتى نتوصل في النهاية إلى حالة من الهدوء والسلام، وهذا يجب على زعماء الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكملة السعي إلية.


ومن الإنصاف وليس تحيزاً فأن الجانب الفلسطينى قد أبدىّ كل أوجه المرونة الممكنة خلال سنوات طويلة من التفاوض بدأً بإتفاقات أوسلو التي شهدت إعترافاً واضحاً وصريحاً من جانب منظمة التحرير الفلسطينية "بإس رائ يل"، ومروراً بما يسمى بتفاهمات "أولمرت أبو مازن" عام 2007 ، وصل الأمر إلى تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال خطاب ألقاه في مجلس الأمن في شهر شباط 2018 رؤية سلام شاملة تتضمن حلولاً واقعية لكافة قضايا الحل النهائي بما فيها القدس، واللاجئين، والأمن والحدود، ولايزال الموقف الفلسطيني حتى الآن يتبنى بكل صدق التوجه نحو السلام ونبذ العنف.


على النقيض الجانب "الإس رائي لي" نجد أن كافة التحركات والسياسات، ومواقف القيادات،  تشير إلى أن قضية السلام قد أسقطتها الحكومات المتعاقبة من حساباتها،  وحتى حكومة “بينيت” الحالية من أجندتها، الواضحة منذُ توليها  إدارة البلاد ليس ذلك فقط بل لا توجد أية دلائل حتى الآن على أنه يمكن أن يكون هناك تغييراً إيجابياً فى الموقف "الإس رائي لى"، وخاصةً مع تزايد قوة التوجهات اليمينية المتطرفه،  والدينية المتشددة بالإضافة إلى ضعف التوجهات اليسارية التي تشارك في الحكومة الحالية، في الوقت الذي تتحين فيه المعارضة بزعامة رئيس الوزراء السابق “بنيامين ناتانياهو” الفرصة للإنقضاض على الحكم مرة أخرى وبالتالي نستمر في نفس الحلقة المفرغة.


والأمر الغريب أن إسرائيل لم تقم حتى الآن ببلورة رؤيتها الرسمية للسلام التي لا يعرف أحد معالمها أو حدودها بشكل قاط، كما لم تقبل تل أبيب بمبادرة السلام المعتدلة التي طرحتها الدول العربية فى قمة بيروت عام 2002 والتى تتبنى مبدأ التطبيع والسلام الشامل مع إسرائيل في مقابل الإنسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة .


والأمر الغريب أن حكومة الإحتلال المتعاقبة لم تقم حتى الآن بتبيان، وتوضيح رؤيتها الرسمية للسلام التي لا يعرف أحد معالمها أو حدودها بشكل قاطع، كما لم تقبل حكومات "تل أبيب" بمبادرة السلام المعتدلة التي طرحتها الدول العربية فى قمة بيروت 20 عامً، والتى تتبنى مبدأ التطبيع والسلام الشامل مع إسرائيل في مقابل الإنسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.


وختاماً: عندما يتعرض النجم الدولي المغربي الشاب "عبد الصمد الزلزولي"، لاعب نادي برشلونة الاسباني، للهجوم،  بسبب منشور تضامن فيه مع فلسطين على موقع التواصل الإجتماعي إنستغرام عبر خاصية "ستوري"، ونشر فيديو لمواطن يتعرض للإعتداء أمام طفلة في الأقصى من طرف قوات الإحتلال الإسرائيلي، وعلق اللاعب على الفيديو بعبارة "تبا لإس رائ يل"، الأمر الذي جعله يتعرض لهجوم شرس عبر إنستغرام، من التجييش الصهيوني الإلكتروني، غياب أو لهو التجييش الإلكتروني العربي والإسلامي في الحديث، عن المسلسلات، وغيرها والإبتعاد عن القضية العربية والوطنية قضية فلسطين والقدس المحتلة للدفاع عنه يلا يترقي بقيمة الدول العربية والإسلامية بين الدول إسوتاً بالتمجيد الأوروبي والغربي للمقاومة "الأوك ران ية".


وعندما  يجد “الزلزولي “نفسه خارج قائمة الفريق الأول، مباشرة بعد نشره للمنشور الذي ينتقد فيه تعنيف شرطة "إس رائ يل" لمواطنين فلسطينيين عُزل في الحرم القدسي، وتتناول الصحف الاسبانية بأن “تشافي هيرنانديز” أسقط الاعب  المغربي من قائمة الفريق الأول الخاصة بما تبقى من مباريات الموسم، يعُد تحيز واضح، وإنتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية التعبير .


وأؤكد: في مقالي أن ما يمكن أن نستخلصه من مواقف وتصريحات القيادات المتعاقبة في"تل أبيب" لا يخرج عن معارضة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفض مبدأ حل الدولتين طبقاً للمفهوم الدولى الذى تم إقراره فى العديد من القرارات والمبادرات، حتى أن تل أبيب ترفض مبدأ الدولة الواحدة أيضاً رغم أنني، وكل عربي  يعارض تماماً هذا الحل الغير واقعي الذى سوف يجعل من الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية.


وأُثني في مقالي : على دور المملكة الأردنية الهاشمية المشرف لدعوتها لإجتماع طارئ المقرر اليوم "الخميس" للجنة الوزارية العربية، المُكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة سياسات الإحتلال غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، وترأس الأردن، الإجتماع، أوضحت وسائل إعلام أردنية، أن وزراء خارجية قطر، ومصر، والمغرب، وتونس وأمين عام جامعة الدول العربية إنضموا فعلاً إلى الإجتماع الطارئ للجنة الوزارية.


وتباحثت اللجنة في إجتماعها الرابع منذ تأسيسها، في الأوضاع الخطيرة في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وسبل وقف التصعيد الإسرائيلي واستعادة التهدئة الشاملة، وتعُد خطوة جيده من "الأردن"لدعم الشعب الفلسطيني وحث دولة الإحتلال بالكف عن الإستمرار في السياسات، والإجراءات غير القانونية في القدس المحتلة، وأدانت اللجنة الوزارية العربية المنعقدة في الأردن الموقف "الإ سرا ئ يلي" في القدس، محذرة من أنه ينذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن في المنطقة والعالم.







Share To: