الأديب العراقي / د. عدنان الظاهر يكتب قصيدة تحت عنوان "الماءُ ظلامُ" 




الماءُ ظلامُ

الجوُ ظلامُ

وضعٌ مُضطرِبٌ والأرضُ خرابُ

دارتْ والكوكبُ إغراءُ

لا أكشفُ أوراقاً خانتْ

سامتني سوءَ الطالعِ في شأني وارتابتْ

ما قيمةُ تقليبِ الدورقِ والفنجانِ

قارئةٌ حارتْ في تعدادِ الألوانِ

عجزتْ عن شمِّ عبيرِ أصولِ الشاراتِ الحُمْرِ

اللونُ إذا ما أسرفَ أخفى

جفّفَ دمعاتِ العينِ وأضمرَ شرّا

أضناني وتولّى عنّي

صوتٌ أقوى

يتحدّى الجبارَ الطاغي عُنفا

لا يقوى أنْ يُخفي سرّا

أو أنْ يمضي أبعدَ من جِسْرٍ يهوي

الطاقةُ قصوى

أُغضض طَرْفاً عنها

الرؤيةُ ماساتٌ قاتمةٌ سودُ

والطالعُ فنجانٌ مقلوبُ

في ليلةِ مرِّ الوقتِ

ساعاتٌ تُحصيها  دقّاتُ الرجفةِ في القلبِ 

حيثُ النومُ صيامُ

يتشّهى أوراقَ التينِ

ويُداري آثاراً بادتْ

مسحتها ريحٌ نكباءُ

يفديها عِجلاً ذهبيّاً منذورا

بالكاسرِ أضراسَ الأجراسِ ...

حُبّكِ فِنجانٌ مقلوبُ

يفتحُ في الظُلمةِ عيني ذيبِ

لأرى ما لم يخطرْ في بالي

وأُريها الطاقةَ في سهمِ القوسِ

والدهشةَ في دُرّةِ مرآةِ الرؤيا

أصبرُ أسبرُ أحفر قاعا

أفرحُ ما دامتْ أعذاقٌ تدلّى دمعا

مَرثيةُ الماءِ

[[ تحذيرالشقيقة ]]

البحرُ غريبُ السرِّ عميقُ الغورِ

أكثرتُ الضربَ على ألواحِ الموجِ اللجيِّ العاتي

قالتْ لا تقربْ من بعدي ماءً في بحرِ

الماءُ غريبُ

لا يُشفي لا يُخفي مِفتاحَ السرِّ

 يطوي الساحلَ مكحولاً رملا

هذا حَظُكَ قالتْ

أنفقتَ العُمرَ تهزُّ الريحَ بأعوادِ البردي

لم تسألْ أشجارَ الصفصافِ ولا أجفانَ الصبرِ

أرخيتَ حِبالَ اللهوِ وجاوزتَ الشاراتِ الحُمْرِ

تأتي ؟

من أينَ وكيفَ ستأتي

تأتي أضلاعاً تتكسّرُ أشلاءَ

رحلتْ من غيرِ استئذانِ

تركتْ آثاراً ودُخاناً مطليّاً بالقارِ

ودموعاً تجري ماءً في بحرِ

تُسقطني من بُرجِ الأقدارِ

الظُلمةُ في قبوي

ضوّي ليلي يا أُمّي

خشيةَ أنْ أتجمّدَ أو أصعدَ للأعلى تابوتا

ماذا لو غيّرتُ حَراكَ الريحِ شِراعا

وفتحتُ مغاليقَ بروجِ التحصينِ

هل كانَ البحرُ يمدُّ ويطغى

ويُطفّي الجمرةَ في حقلِ المرجانِ ؟




الأديب العراقي / د. عدنان الظاهر يكتب قصيدة تحت عنوان "الماءُ ظلامُ" 



Share To: