الكاتبة السودانية / رغده فارس تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المخدرات" 




حسنًا أيها الطُلاب بعد أن عرفتم  مُصطلح المخدرات: وقلتم هو كل ما يدخل جسم الإنسان ويؤثر سلبياً على عقله ويمنعه من التحكم بتصرفاته؛ لكنه يشعره بالراحة والاسترخاء إلى أن يزول تأثيره، لكن نهايته معروفةً إلا وهيَ تدمير المتعاطي بمعنى الكلمه أو الإنتحار.

أريد منكم الآن أن تخبروني عن أنواع المخدرات وكيف يتعاطاها  المدمن؟ 

(رفع الطُلاب أيديهم لأختار وأحدًا منهم للجواب، فأشرت لطالب من بينهم بأن يقف ويجيب، وقف ثم قال وهو يعد بأنامله): البدرة تشم بالانف، الحقن بالوريد الخاص بالمخدرات، حبوب؛ تراما دول، أكسيول5، وغيرها من الحبوب...(وجلس)فقلت: جميل، من غيره يعرف أنواع أخرى من المخدرات التي ذكرها زميلكم؟ (فرفع البعض أيديهم، وأشرت ثانيًا لواحدًا منهم ليتحدث، فوقف طالب)وقال: حشيش لبناني، حشيش أفقاني، حشيش اثيوبي شاشمندي

بنقو، هيروين، وحبوب الترامدول، وجلس (وأصبح يضحك) والكثير الكثير بعد...

فقلت ممازحًا له: لعلكَ تاجر مخدرات؟ 

قال مستنكرًا لسؤالي محاولاً الدفاع عن نفسه: أبدًا أبدًا حمانا الله(وأصبح يضحك، فضحكنا عليه جميعنا)فقلت له ممازحًا: إذًا من أين عرفت كل هذه الأنواع؟

قال لي: هُنالك مثل يقول"لم نمت لكننا شققنا المقابر"

قلت له: حسنًا أيها التاجر تفضل بالجلوس اوه أقصد الطالب(فضحكنا جميعنا ثم جلس، فقلت أحم بجديةٍ وأردفت) إذاً أيها الطُلاب بعد أن عرفت خلفيتكم عن المخدرات وأنواعها، أريد الآن أن أعرف أثارها وأضرارها فهل من متبرع؟ 

(رفع الطُلاب ثانيةً أيديهم، فأخترت وأحدًا منهم، وقف ثم قال):

-من يتعاطئ المخدرات يتعلم السرقه، عندما ينفد ماله ويشعر بحاجته إلى التعاطي ثم يدمنها.

-يصبح مُنعزل عن العالم الخارجي ويحب المكوث لوحده.

-يفقد سيطرته على تصرفاته قد يصبح عنيف.

-تتدهور صحته الجسدية والنفسية.

-يوقف كل أعماله ونشاطاته أن كان بالغاً.

-يشعر وكأنه في دوامةً لا يمكن الهرب منها، ولا يفرق بين الحقيقة والحلم والخيال، وهنالك الكثير من الآثار لم أستطع أستحضارها بعقلي بعد.

فقلت له بوركت بُني لقد كفيت ووفيت كما يقولون تفضل أجلس(جلس، فصاح ذلك التاجر أقصد الطالب ههه وهو يقول): لقد نسى شيئًا!

فقلت له ماذا؟!

قال: يرسب في الامتحانات لو كان طالبًا.

أجابه أحد زملائه ممازحاً: لم أكن أتوقع غبائك لهذا الحد فأنت تبيع وتتعاطا يارباه!

رددتُ عليه متعجبًا: ماذا؟!

فقال لي: أيها المرشد النفسي، قبل قليل أنت قلت عنه تاجر وهو منذ أن بدأنا السنه الدراسيه وهو يرسب في المواد المقررة(وأصبح يضحك ساخراً، فقال ذلك الذي أتهمه صديقه بثقةً) أرسب في البداية لوفاجئكم في النهاية أيها الذكي...

فقال أحد الطُلاب لي: أكمل أيها المُرشد ولا تكترث لهما أنهم صديقان مُقربان يعشقان الجدال أمام الغير ليغيظا بعضهما ثم يضحكون في بعضهم.

فقلت ضاحكةً في غيظ وأنا أُصغر عيناي: اه منكم أيها المتعجرفان المحتالان(فضحك الجميع على كلامي، فقلت مقاطعًا): بعد أن عرفنا الآثار والأضرار، هل يمكنكم أن تخبروني عن الأسباب التي تدفع إلى التعاطي؟

(رفعو أيديهم، وأخترت وأحدًا منهم، وقف أيضًا ثم قال):

-مشاكل أسرية: أنفصال الأبوين عن بعضهم أو التعنيف وضرب الطفل، أو أنفصال الزوج عن زوجته وكذا...

-هروب من وأقع بمشاكله وتعقيداته.

-أصدقاء السوء الذين يتعاطون ويدفعون أصدقائهم ليجربو حتى يدمنو.

-الإحساس بخوض التجربة عند رويتها.

والكثير من الأسباب...

فقلت له: ماقلت إلا حقًا بُني جزاك الله خيرًا تفضل أجلس(فجلس).

حسناً أيها الطُلاب، بعد أن عرِفت كل هذه المعلومات منكم، الآن أسمعو مني هذه المعلومات التي ربما قد يكون  سمع بها البعض منكم إلا وهيَ كيفية توعية المجتمع من هذه الظاهرة والحلول التي من الممكن أن تعمل على تقليل إنتشار ظاهرة المخدرات وسط الشباب:

وتتلخص هذه النقاط في الآتي:

-إِخطار كل الأعمار وبمختلف الجنسيات عن أثار وأضرار المخدرات.

-مصادقة الآباء أبنائهم وتوعيتهم لعدم الوقوع في الأخطاء، وعدم أستخدام العنف معهم أي أن كان السبب، و أحترام قراراتهم، ومحاولة معرفة جميع أصدقائهم منهم والتعرف عليهم، وتحذيرهم من أصدقاء السؤ.

-التشدد في حفظ أمان الدولة.

-وقوف الأسرة أيضًا مع من وقع بِشباك المخدرات وأشعاره بأنهم يحبونه ويحفزوه ويدعموه  ليتخلا عنها.

والكثير بعد... فكل شخصًا مسئولاً عن نفسه وسلامة صحته، ويجب أن يُحافظ عليها لأنها غالية جدًا، فكل مشكلةٍ سيأتي يومًا وتنحل؛ وإلى حين قدوم ذلك اليوم يجب أن نسعى لحلها ونتحلى ببعض الصبر، ولا نبحث عن الحل الذي يؤدي بنا إلى الهلاك الحقيقي.

لقد أنتهى زمني معكم طلاب الشهادة  سأخرج لتستعدوا للحصة القادمة..

ودمتم في أمان الله.




الكاتبة السودانية / رغده فارس تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المخدرات" 





Share To: