حديث الجمعة | القدوة الحسنة 52 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


حديث الجمعة | القدوة الحسنة 52 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن الزكاة باعتبارها أحد أركان الإسلام  وهى حق معلوم

واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن معنى الزكاة وحكمها وفضلها والأموال التى تجب فيها

الزكاة لغة: النماء والتطهير، بمعنى: الزيادة والطهارة، يُقال: زكا الزرعُ إذا نَمَى وزَادَ وكَثُر رِيعُه، وزَكتِ النفقة إذا بُورِك فيها، ولفْظُ الزكاة يدلُّ على الطهارة التى هي سببُ النمو والزيادة؛ فإنَّ الزرعَ لا ينمو إلاَّ إذا خَلُص من الدَّغَل.

والزكاة شرعًا هي : حقٌّ معلوم واجبٌ في مالٍ بشروط، لطائفةٍ مُعيَّنةٍ، في وقت مُحدَّد.

حكم الزكاة 

الزكاة فريضةٌ عظيمة من فرائض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركانه، فهى آكدُ الأركان بعد الشهادتين والصلاة، وقد تَظاهرتْ على وجوبها دلائلُ الكتاب والسُّنة والإجماع؛ قال تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [النور: ٦٥]، وثبتَ في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان".

وأجمع المسلمون على رُكنيَّتها وفرضيَّتها، وصار أمرًا مقطوعًا به، معلومًا من الدِّين بالضرورة

فضل إخراج الزكاة

١- إكمال إسلام الإنسان، وذلك لأنّها ركن أساسيّ من أركان الإسلام.

٢- طاعة الله عزّ وجلّ وتنفيذ أوامره، وذلك رغبةً وطمعًا في ثوابه.

٣- تقوية العلاقات وتثبيت المحبّة بين الغني والفقير،

٤- تذكرة النّفس وتطهيرها، والابتعاد عن البخل والشحّ.

٥- تربية المسلم على الجود بماله، والعطف على المحتاجين، والكرم.

٦- وقاية النّفس من الشحّ، قال تعالى: «ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

٧ زيادة الخير والبركة من الله عزّ وجلّ في الأموال.

٨ سبب من أسباب دخول الجنّة.

٩- تؤدّي الزكاة إلى أن يكون المجتمع متماسكًا، يرحم قويُّه ضعيفَه.

١٠ - تنجى من حرّ يوم القيامة.

_ الأموال التي تجب فيها الزكاة

فُرضت الزكاة على الأغنياء في أموالهم النامية التي تحتمل المواساة وهي نوعان: أحدهما: نوع يُعتبر فيه الحول على نصاب تامٍّ، وهو: الأثمان، والماشية السائمة التي تُتَّخَذ للدرِّ والنَّسْل، وتَرْعَى أكثر الحول، وعُروض التجارة؛ والحولُ شرطٌ في وجوب الزكاة في العين - يعنى الذهب والفضة وما يقوم مقامَها من الأوراق النقديَّة المعاصرة - والماشية، وعُروض التجارة.

كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث عُمَّاله على الصَّدَقة كلَّ عام، وعملَ بذلك خلفاؤه الراشدون؛ لِمَا عَلِموه من سُنَّته،

وقال البيهقى رحمه الله: المعتمد فى اشتراط الحول على الآثار الصحيحة عن أبي بكر وعثمان وابن عمر وغيرهم.

وقد رُويتْ أحاديثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، منها: حديث عائشة رضى الله عنها: «لا زكاةَ في مالٍ حتى يحولَ عليه الحول»، ومنها حديث ابن عمر: "مَن استفاد مالاً، فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول".

الثاني: ما لا يُعتَبر فيه الحول: وهو ما تجب فيه الزكاة بمجرَّد وجوده؛ كالحبوب والثمار والمعدن والركاز، فلا يشترط فيها ُ الحول؛ لأنها نماءٌ في نفسها، تؤخَذ منها الزكاة عند وجودها، ثم لا تجب فيها مرَّة أخرى لعدم إرصادها للنماء؛ قال تعالى: «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ» [الأنعام: ١٤١]، والمعدن والركاز معطوفان عليه

وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع عقوبة مانعى الزكاة أسأل الله لى ولكم التوفيق والسداد والعمل بما جاء فى السنة والكتاب على الوجه الذى يرضى العزيز  الوهاب.




حديث الجمعة | القدوة الحسنة 52 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف



Share To: