الأديب المغربي / علال الجعدوني يكتب قراءة عاشقة  في نص : (حفنة من حلم ) للشاعرة :أسماء المصلوحي 




***  حفنة من الحلم ***


في شمال القلب

لمحت حقلا يسير نحو خريفه

كانت الغابة في منتصف غيابها

والأشجار تنتحب

وغيم كثيف يعسكر في مسافة الحضور

بدا لي أن القبو الذي أفتش عن مدخله

قد زاغ عن شقوقه

وراح يقذف الربيع بحفنة رماد

استيقظ الوقت ثملا

ما من شروق وجده في عتماته

هكذا عاد، توا، نحو عرين الوقت

كي يخلو بعاصفة على وشك القدوم.


الشاعرة  : أسماء المصلوحي  .


✓ قراءة عاشقة  في نص : (حفنة من حلم ) للشاعرة :

 أسماء المصلوحي :


غالبا ما تكون الكتابة الرمزية  مركبة تركيبة شبه غامضه ، بحيث مهما حاول الإنسان  فك شفيرتها  يبقى هناك غموضا لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع للشاعرة نفسها  ومحاورتها  للوقوف على خبايا النص الشعري ...

صحيح قد يجد الناقد مسلكا انطلاقا من تركيبة الكلمات والتي تعتبر بمثابة مفتاح لفك مغاليق النص الشعري  ، وبرغم ذلك يبقى  الحرف الرمزي من مكامن الكتابة  ، والشاعرة المصلوحي لونت نصها بعبارات وكلمات لا يمكن ولوج رحابها إلا بوضع عدة تأويلات دقيقة مع استشارتها فيما تخفيه دلالات الكلمات ... عندما تفتتح نصها ب  : 

في شمال القلب 

لمحت حقلا ..... إلخ 

ثم تنتقل مباشرة ....

كانت الغابة في منتصف غيابها.... إلخ

طبعا  انطلاقا من هذا المدخل قد نطرح تساؤلات متنوعة ... كيف ذلك  ؟ فماذا تقصد الشاعرة بهذه الكلمات المنثورة على مساحة تركيبة النص  ؟ 

قد يبقى كل سؤال  متعدد الأجوبة  . مما يدعو النبش في واقع الأمر الذي تعيش في كنفه الشاعرة ، هل هناك وجع أو حزن أو ألم أو وضعية من الوضعيات الحياتية ، بمعنى ، ماذا تخفي وراء  البوح ؟ وهكذا ترسم لوحات نصها بتقنية دقيقة إلى أن  تفاجيء المتلقي ب :

بدا لي القبو .... إلخ

على أي نص مشحون بشحنات عميقة المعنى والدلالة  ، فكل الاحتمالات واردة في هذا النص ، ورمزية الكلمات الشعرية المتناثرة من البدايه إلى النهايه  غامضه  بحيث يبقى مفتاح فك اللغز بين يدي الشاعرة المصلوحي  وبين الفرضيات ...

فالنص  يرسم لنا صور الإنتكاسة أو الوجع وكذا ما تتصور ااشاعرة حدوثه  أو ما هو مرتقب في الآتي  ....

فالشاعرة تركت المتلقي في هذا النص معلقا يعيش بين الكلمات الرمزية وما يحمله النص من مشاعر وأحاسيس دفينة المعنى والدقة ، ليس هذا فحسب بل يبدو أن الشاعرة أرادت من المتلقي الانغماس في فلك التخمين ليتذوق جمالية الإبداع الرمزي وما يحمله من معاني عميقة  .

فالنص السهل غالباً ما يمر عليه المتلقي ممر الكرام ، بينما النص المشحون بالشفرات المخفية يشد القارىء للخوض في التعمق للخروج بنتائج قد تساهم في فك و نشر ورقة ما تعكسه الذات  من شجن ...

نص يتطلب الوقوف على مكامن صوره الإبداعية  ... فتحية للشاعرة أسماء المصلوحي على هذه الهمسات الملفوفة بطابع المعاني العميقة .



الأديب المغربي / علال الجعدوني يكتب قراءة عاشقة  في نص : (حفنة من حلم ) للشاعرة :أسماء المصلوحي





Share To: