الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب "مفعول الكلمة الطيبة" 




مفعول الكلمة الطيبة : 

يعتقد الكثير من البشر أن التعامل الصلد الجامد هو ما يُكْسِبهم المنزلة الاجتماعية الرفيعة ولكنه على النقيض  فالمُعامَلة الحسنة هي ما تُكْسِبك حب القلوب ورغبة الجميع في التقرب إليك وهي ما أمرنا الله بها ، فبها تصلح الأمور و تتيسر الأحوال وتذوب الفروقات الاجتماعية التي أَوْجَدها المجتمع بلا أي داعٍ ، فلا بد أنْ نُحجِّم تلك المعاملات العنيفة الفظة القاسية بين بني البشر بل نبيدها تماماً حتى تعود العلاقات لمجراها الطبيعي السوي الذي يقتضي أنْ تكون عليه و تُحقِّق الهدف الذي أُنْشِئت من أجله ، فلم يخلقنا الله من أجل التباهي أو التكبر أو التعالي على أحد وإنما لمساندة بعضنا البعض وتقديم يد العون لمَنْ يرغب في حاجة ماسة تُلِح عليه وتوفر له أي متطلب من متطلباته البسيطة التي تجعله يعيش حياة سوية كريمة كسائر البشر ، فلا علينا أنْ نحرم بعضنا البعض أو نبخل على بعضنا البعض ولو بكلمة بسيطة نُغيِّر بها مسار حياة امرئ دون أي دراية أو تخطيط مُسبَق منا ، فالكلمة الطيبة صدقة ولها مفعول جبار على قلوب البشر فوَقْعها كالسحر تماماً فهي تُزيل أي آثار سلبية قد استقرت في القلب حتى اعتقد صاحبها أنها مستحيلة الذهاب أو التبدد أو الرحيل تماماً ، فيجب أنْ نكون رحيمين ذوي قلوب راقية ونفوس نقية سوية حتى نتمكن من الحياة بشكل راقٍ متحضر دون الرغبة في إيذاء أحد أو الإتيان على حقوقه أو طمس وتشويه صورته بأي شكل كان حتى تظل رؤوسنا مرفوعة شامخة مرفرفة طوال الوقت أمام أنفسنا قبل الجميع حينما ننظر في المرآه بلا أي نظرة خجل أو ازدراء لأنفسنا نظير ما فعلنا بالآخرين ، فتلك التصرفات الدنيئة سوف تسحق اسمك و سوف لن يتذكرك أحد بتاتاً ما دُمت بذلك القلب الكنود الجاحد الذي لا يُقدِّم الفضل و الإحسان لأحد من الخلق ولو لمرة واحدة ، فإنْ التزمت بذلك السلوك الفضيل القويم فلسوف تُحبه و تُفضِّله و تعتاده أمد حياتك إلى أنْ تلقى حتفك و تحظى بالنهاية السعيدة جراء ما قدمته للآخرين من خير دون انتظار لأي مقابل سوى إرضاء الله ونيل جنته في نهاية المطاف ، فستشعر بأن ذلك الركض المُجدي لم يذهب سدى ...




الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب "مفعول الكلمة الطيبة" 





Share To: