الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "شحنات الغضب" 


الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "شحنات الغضب"


إن شحنات الغضب العالية قد تؤدي لتدمير النفس بل وإحراق كل مَنْ حولها أيضاً ، فتلك الموجات المتصاعدة تُحْدِث اضطراب في جميع أعضاء الجسم و بخاصة الأعصاب فهي تُوتِّرها بشكل كبير و تجعل المرء يفقد قدرته على السيطرة عليها و قد تصدر عنه بعض التصرفات الغريبة الغير مفهومة والتي قد تبدو طائشة وتجعله كالأهوج يطيح بكل ما يحيط به ولكنها كلها أشياء طبيعية نتيجة للغضب الذي تركه حتى تراكم داخله مُسبِّباً كل ذلك الألم الذي نجم عنه تلك الأفعال الصبيانية بعض الشيء ، فتلك الشحنات المتأججة لا تحدث فجأة بكل تأكيد فهي نتيجة حتمية لتراكم عدة أسباب لم يعن بها أو يهتم بشأنها مطلقاً حتى كادت تفتك به و تعتصر ذهنه و بدنه على حد سواء دون رحمة أو شفقة بذلك الإنسان الذي يود أنْ يحيا حياة هانئة بعيداً عن الحزن و الشجن و البؤس الذي إنْ سيطر عليه لن يدعه يعيش لحظة واحدة مرتاح البال صافي الذهن قادر على التركيز في أي شأن من شئونه الخاصة التي يَوُد إنجازها بالقدر المستطاع ، فعلى المرء أنْ يتمالك نفسه وقت الغضب و لا يدع مُخْتَلف الأمور تسبب له تلك الموجات العنيفة المُبالَغ بها من الغضب حتى يتمكن من عيش حياته بالشكل المطلوب المنشود الذي يبغاه و حتى لا يُضيِّعها في الحزن و الغضب اللذين يجعلاه يرى الجزء الحالك المظلم السوداوي فقط من الحياة دون رؤية الجزء الإيجابي الوردي بها وكأنه معمي عن رؤيته ، فعليه تفريغ تلك الشحنات فهي أشبه بالماس الكهربائي الذي لا يَضُر سوى صاحبه واستغلال تلك الطاقة في أمر مجدٍ بدلاً من إهدارها في الحزن والضيق الذي يجثم على الصدر حتى يكاد المرء يختنق إنْ لم يتخلص منها في أقرب وقت ممكن قبل أنْ تتحكم بحياته و تجعلها قاتمة لا يتمكن من القيام بأي أمر بها فتتبخر أفكاره و تذهب بغير رجعة دون تنفيذ إحداها ويعيش عمره نادماً على إهدار تلك اللحظات المميَّزة وإفنائها بلا جدوى تعود عليه أو على المجتمع مِن حوله بفعل عجزه عن التحكم في مقدار الغضب المسيطر عليه الذي يُحِيل الحياة لسواد قاتم قاتل للنفس البشرية بشكل مُروِّع لا يمكن لأي امرئ تخيله أو تَحمُّله البتة ، فلنعصم أنفسنا من السقوط في هوة الغضب تلك التي تودي بحياتنا للتهلكة بلا شك ، فلنحاول أنْ نهدئ من روعنا بقدر الإمكان قبل أنْ تفنى الحياة بدون لحظة فرح واحدة نتذكرها و نضحك على إثرها في آخر نفس نلفظه وبذلك نكون قد حققنا المساواة لأنفسنا في عيش وتذوق مشاعر الفرح والحزن بلا محاباة لأحدهما على الآخر ...




الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "شحنات الغضب" 



Share To: