الكاتب المغربي /  محمد بن صالح يكتب مقالًا تحت عنوان "ما عدنا قادرين" 





ما عدنا قادرين وما عادت أرواحنا قادرة على خوض حروب خاسرة كانت أو منتصرة، ما عدنا قادرين عل حمل السيوف الجهل ومحاربة المجهول ونثر الدماء فوق الوجوه، لا ندري ما ذنبها، من أجل أهداف لا تخصنا ولا نخصها وليس لنا فيها حمل بعير، حُشرنا فيها حشرا، ولا ندري من حشرنا! من أقحمنا في حرب هي حربهم! دون سابق إنذار وجدنا أرواحنا تصارع أرواحا أخرى، ما عرفنا ما جريرتها ولا هي عرفت جريرتنا، نقاتل من أجل السراب، أنقف الحرب ونسألهم، حينها نجد رؤوسنا  قد قُطفت ودار عدة دورات قبل أن تسقط أرضا. أنُقاتل من أجل أشباح تمدنا بكل ما نحتاجه في حربنا، تدفعنا للهلاك للفناء، تدفعنا للموت في أرض الموت وهي هناك قريبة منا، فوق سفح تل تقودنا، وتشحذ عزيمتنا وتوعدنا بالعطايا إذا كان انتصارنا بل انتصارها، أما هزيمتها هي هزيمتنا، نحن من تطير أوصالنا، تتمزق أجسادنا، ودماؤنا الساخنة القاتمة، تسقي الأرض الجائعة، ومن الساقي! 
وفي ليلة سكن الليل والحرب فكانت الصدمة، حدثٌ لم أفهمه، لم يفهمني، لم نفهم بعضنا، غرقنا في الوجوم، في تلك اللحظة، اللحظة التي عرفنا فيها أننا كنا وقودا تقذف إلى الجحيم.. ما خلناهم أعداؤنا، كانوا غارقين لا في دماء المعركة، إنما في الضحك والقهقهة ويشربون نخب بلادتنا، مع من أوهامنا أن قتالنا شرف لنا!
أعداء بالنهار وأصدقاء بالليل، كيف حصل هذا! أليس هؤلاء أعداؤنا، أم أعداء النهار يتحولون إلى أصدقاء ليلا، لذلك كنت دائما أفضل الليل، فالليل تنجلي الحقيقة، في الليل تتبين أشياء لا يقدر النهار على تبيانها!.
نحن ليس لنا أعداء، فلم نحارب!  من اليوم لن نحارب في حرب خارج حدود أنفسنا، لن ندفع للموت دفعا لنموت في سبيل الوهم، تعبنا من كل شيء ومن لا شيء، بلغنا مرحلة صرنا نبحث فيها عن السلام لا عن الحرب، سكينة تسكننا تسكن ابتسامتنا، نبحث عن أنفسنا بأنفسنا في أنفسنا في أعماق أعماقنا.




الكاتب المغربي / محمد بن صالح يكتب مقالًا تحت عنوان "ما عدنا قادرين" 


Share To: