فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "حفظ الله مصر وجيشها العظيم"
يقول تعالى:
{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}
ونعمة الأمن هي من النعم التي يجب الحفاظ عليها، فبدونها يفقد الإنسان الشعور بالراحة النفسية .
وممارسة الإرهاب والعنف من الوسائل الخطيرة التي تهدد حياة الأبرياء والناس وتدمرالممتلكات والثروات ، وتفقد المجتمع الشعور بالأمن والأمان .
وقد انتشر الإرهاب في كثير من المجتمعات نتيجة لتبني أفراد أو جماعات أسلوب العنف من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها .
#أضرار_الإرهاب
للإرهاب أضرار كثيرة على الأفراد والمجتمعات الإنسانية ويمكن أن نشير إلى أبرز هذه الأضرار في الحقائق التالية:
#قتل_الأبرياء:
من أهم أضرار الإرهاب هو قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وسفك الدماء ، وهو من أشد المحرمات في الإسلام، إذ هو عدوان على النفس البشرية التي حَرَّمَ الله قتلها إلا بالحق .
إن قتل الأبرياء لأسباب واهية ، أو للاختلاف في الدين أو المذهب أو الفكر يعد جريمة نكراء لا يقبلها عقل أو منطق أو دين .
بل إن القرآن الكريم يعتبر أن قتل إنسان واحد هو بمثابة قتل الجنس البشري بأجمعه ، كما أن إنقاذ أي إنسان من الموت يعد بمثابة إنقاد الإنسانية كلها من الفناء ، حيث تقول الآية الكريمة :
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً}
فالآية الشريفة تدل بوضوح على أهمية احترام النفس الإنسانية وعدم جواز الاعتداء على الإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لغته .
فالآية أشارت بوضوح إلى قتل النفس {مَن قَتَلَ نَفْساً} ولم تقل من قتل نفساً مسلمة ، وفي هذا دلالة على العموم والإطلاق إلى وجوب احترام النفس الإنسانية ، وأن قتل أي إنسان بغير حق هو بمثابة قتل الناس جمعياً .
#تشويه_صورة_الإسلام
إن ممارسة الإرهاب من قبل أفراد ينتمون أو يدعون الانتماء للإسلام قد شَوَّه صورة الإسلام في نظر المجتمعات الآخرى وأعطى هؤلاء صورة خاطئة عن الدين الإسلامي والمفاهيم الإسلامية .
إن القيام بأي عمل إرهابي ضد الأبرياء من الناس يعطي انطباعاً عميقاً وخاطئاً بأن الإسلام يدعو للعنف والكراهية ، في حين أن الإسلام دين السلام والمحبة والتسامح .
الإسلام الذي جاء رحمة للناس كما قال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
#الإضرار_بمصالح_المسلمين:
الأعمال الإرهابية تنعكس آثارها على الجميع ولا تقتصر على من يقوم بها فقط وقد كان للمارسات الإرهابية التي وقعت في بلاد الغرب أو في بلاد المسلمين تأثيرات سلبية كبيرة على مصالح المسلمين والإضرار بمكانة المسلمين في العالم، هذا فضلاً عن الخسائر في الأرواح والممتلكات .
وهذه الأضرار لاتقتصر على الخسائر المادية بل تشمل الخسائر المعنويةأيضاً وهذه الخسائر أكثر ضرراً على المستوى البعيد من الخسائر المادية .
#نشر_ثقافة_الكراهية_بين_الشعوب:
ساهمت الأعمال الإرهابية في نشر ثقافة الكراهية والحقد بين الأمم والشعوب ، فعمليات القتل والاختطاف والتدمير بحق الأبرياء يخلق شعوراً بالكراهية بين الناس ضد الثقافة الإسلامية ، بل وضد الدين الإسلامي نفسه.
والإسلام الذي يدعو للتعارف بين الناس كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
والتعارف لا يمكن أن يتحقق إلا في أجواء المحبة والمودة والتسامح بين الناس .
أما الأعمال الإرهابية فتؤدي إلى إيجاد الصراع بين الشعوب والأمم والتنافر والقطيعة بين البشر وهو خلاف مايدعو إليه القرآن الكريم .
حفظ الله مصر وأهلها وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء .
فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "حفظ الله مصر وجيشها العظيم"
Post A Comment: