الكاتب السوداني / معشر الفلكي يكتب نصًا تحت عنوان "شكوى"
أمي أمي
هل تسمعين النداء؟
أمي
قد بلغ الهم زُباه!
أمي
ما بالُ هذا الظلام المقيت الذي يصر على أن لا يغيب؟
أمي لم يكن الأمر هين، قطعتُ أميالًا بقدمٍ مبتورة! عساني أجد شيئًا؛ يبدد هذا الجوع الذي نهش جسدي، لكني عدتُ صفر اليدين!
أمي ما خطب هؤلاء القُساة؟
صدوا عني ولم يتركوني، ألقوا بي على قارعة طريق وخيم! ألحقوني بالوابل من عقيم القول وأحقره!
أهذا جزائي؟
صغير أنا، لا أستطع حَمل ذاتي، لكنني حُملت ما لا يطاق!
أتسكع الشوارع آناء الليل وساعات من النهار، أمدُ يديَّ فيحسبني الجاهل متسولًا يشتمني كثيرًا، وتارة يصفني بالضال!
على زاوية أشد ضيقًا، جمعت بعضٌ من الكرتون ثم استلقيت مُثقلٌ بالأوجاع!
أتاني صاحب ذاك المكان المفعمُ بالبهاء، ركلني بقدميه! من أين أتيت يا صغير الشوارع؟
وكيف سولت لك نفسك بالمكوث هنا أيها القبيح؟
أمي
أوليست هذه الأرض لنا؟
ما جرمنا إذًا لنُقابل بهذا الجفاء؟
الكاتب السوداني / معشر الفلكي يكتب نصًا تحت عنوان "شكوى"
Post A Comment: