الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "ضـــــــــــــدّان"
وحدكِ الآن , لا ســـــــواكِ بقلبي
فاقرئيني , وفسّـــــري ما لديّــــا
من سكوتي يطلّ ألف ســـــؤالٍ
لغــــة الصمت أرهقت شــــــفتيّا
ورمتني على تخـــوم ظـــــنوني
ليس غير الظنون تحنو عليّــا
كيف ؟ أنّى ؟ وربما , لست أدري
كلّ شــيءٍ قد صار جرحاً عصيّــــا
مثل بحرٍ يلهو بمــــــــدٍّ , وجزرٍ
وغريـــــقٍ يخاف موتـــاً شــــقيّا
فتُطلّين مثــــــل نجــــــمٍ بيــومٍ
وتغيبين , صرتِ نجمــــاً قصيّــا
وأنا في السّــراب ضيّعتُ عمري
كيف صدّقتُ حبَّــــــكِ الخُلّبيّـا ؟
كلّ يومٍ أراكِ وجهـــاً جديــــــداً
كم تلوّنتِ بكرةً , وعشـــــــــيّا ؟
أنتِ ثلجٌ , والنّـــــار نصفُ صفاتي
ومن الصعب أن نكون ســــويّا
أنتِ أنثى , كأيّ أرضٍ بَــــــــــوارٍ
وأنا ألفُ عاشـــــقٍ ثــــار فيّــــــا
فمتى تدركـــــين أنّ غــــــــرامي
ثورةٌ في الغـرام ؟ لم تُبقِ شـــيّا
لا أحبّ الشــــتاءَ , والبردَ فيـــــه
موســــمي كان دائماً صيفيّــــــــا
ليس يغري الفـــؤادَ حبٌّ رصينٌ
مثل موتٍ ينــــام في جنبيّـــــــا
إنّ للحب , كالبحـــــــــــار , أصولاً
يرفض البحر زورقــاً ورقيّـــــــــا
فاستفيقي من سطوة الحُلْم , ثوري
واركبي الصعب , كي تعودي إليّا
وامتطي الشــــوق حين يصهل ليلاً
كي تنامي على ضفاف يديّــــا
عمّدتْني الأشـــعار بالحبّ , حتى
لم أعُــدْ فيــــــه ذلك الوثنيّــــــا
أصعب الموت حين يذوي فؤادٌ
بعد أن كان عاشــــــقاً أبديّـــــــا
ما يفيد الجمال , لو صار يوماً
صنماً ضمّ خافقــــاً حجريّــــــا ؟
الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "ضـــــــــــــدّان"
Post A Comment: