الأديب المصري / سمير لوبه يكتب قصة قصيرة تحت عنوان ( الدنيا على جناح سلامة )




ذات صباحٍ يستيقظُ " سلامة " وقد غطت شمسُ الضحى جنباتِ حجرتِه ، فقد تأخر على العملِ ، سنواتٌ طوالٌ لم يتأخرْ يومًا ، يعتريه شعورٌ باللا مبالاةِ فقد أغلق الستارَ على أخرِ فصولِ الوجعِ ، يرتدي قميصَه يتركُ الأزرارَ مفتوحةً ، يغادرُ منزلَه دونَ قناعِه اليومي ، هو ليس في حاجةٍ إليه ؛ فاليوم لن يذهبَ للعملِ ولن يضطرَّ لارتداءِ القناعِ  ، يتسكعُ في الشوارعِ بتروٍ وهدوءٍ ، يستمتعُ بالشمسِ و السماءِ الصافيةِ فالجوُ صحوٌ اليوم ، لقد أفنى عمرَه بينَ ترابِ المكاتبِ منكبًا على الأوراقِ ، وعندَ البحرِ تناديه الأمواجُ ؛ يخلعُ حذاءه وبروحِ طفلٍ يعدو بملابسِه ليلقي بجسدِه المثقلِ بعرقِ السنينِ وأتربةِ المكاتبِ إلى حِضنِ الموجِ يطهرُه ، فتلك هي المرةُ الأولى منذ عقودٍ التي يغادرُ فيها حلقتَه المفرغةَ ،  يلمحُها مع الصبيةِ على الشاطئ وقد تزينت بالألوانِ ، تداعبُها النسماتُ تتراقصُ في تبخترٍ ودلالٍ عندما تركوا لها الحبلَ على الغاربِ ، لا تفلتُها أيديهم رُغمَ أنَّهم على الأرضِ وهي في حِضنِ السماءِ تتهادى ، تحرسُها الأعينُ لا تحيدُ عنها إن مالت ، برباطٍ لا ينفصمُ تتراقصُ فترقصَ معها قلوبُهم ، يقفُ بينَ الصبيةِ وبقلبِ طفلٍ يمسكُ حبلَها يلهو بها ، ومع الصغارِ على نغماتِ الموسيقى يغني ثم ينطلقُ بينهم على رمالِ الشاطئ يتعاورون الكرةَ بالأقدامِ ، حتى احمرت الشمسُ في السماءِ ، يمضي وفي الطريقِ يشتري طائرةً ورقيةً ، يصلُ إلى بيتِه يغلقُ المنبه يحطمُ القناعَ ، يضعُ الطائرةَ الورقيةَ أمامَه ، وللمرة الأولى يربتُ عليه النومُ بحنوٍ فينامَ هانئا .




الأديب المصري / سمير لوبه يكتب قصة قصيرة تحت عنوان ( الدنيا على جناح سلامة )




Share To: