الكاتب السوداني / خضر جمعة (حبيبو) يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المدينة الثائرة" 




 الشمس شارفت على المغيب، بدأ اللونان الأصفر و الأزرق بالامتزاج لتأخذ السماء الذهبي المائل إلى البرتغالي، عاصفة من الأفكار تجتاح عقلي، و انا جالس على ذلك الكرسي كالتمثال، عيناي على الشارع و المارة اما عقلي هناك بعيد كل البعد عما يدور حولي، في حالة كرٍ و فرّ مع تلك العاصفة التي تحاصرني من كل الاتجاهات، أرتب أفكاري بين أمنيات و حُلم مقابل واقع اليم، الحُلم أصبح كابوس في هذه الدولة التي تقتل أبنائها كل يوم، وهم ينادون بمستقبل و جميل حُلم لبناء واقع أجمل، ذلك الضوء على آخر النفق المظلم، كيف لنا أن نصل إلية، وكل يوم نفقد احد الرفاق تلك الورود التي تنتظر الربيع لقد طال انتظاره أراها بدأت بالذبول، الشموع المتقدة تنطفئ واحدة تلو الأخرى، الشوارع المكتظة بجميل ثوار تبدو خالية ليس بها سوى قليل من المارة؛ اعيد شريط الذكريات يطل على السادس من أبريل زلك اليوم الأسطوري الذي فيه يتشكل الحُلم، التاسع والعشرون من رمضان يطرق بكل عنق كما هو بالضبط اليوم الأسوأ بتاريخ الكره الأرضية أو على الأقل بحياتي لم أرى يوماً مثلة حتى عند فراق نومينسا؛ نومينسا تطل الآن كما العادة الغياب الطويل وذلك اللقاء الذي طال انتظاره على أحر من الجمر، الحنين إلى تلك الجميلة، أحلامِنا الماضية، عبارتها الحلوة ابتسامها؛ ثم يقطع تفكيري صوت المؤذن، تباً الوقت عدو اللحظة.



الكاتب السوداني / خضر جمعة (حبيبو) يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المدينة الثائرة" 



Share To: