الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب " من طرائف النسيان "
قد يكون النسيان نقمة في بعض الأوقات إذا أردت أن: تتذكر شيء وضعته في مكان ما ،ثم تبحث عنه وتكون حينها في أشد الحاجة لما تبحث عنه ،ويكون النسيان نعمة عندما يفقد الشخص عزيز عليه، بمرور الوقت، يقوم النسيان بتخدير الذاكرة، ويقوم بعملية طمس لها تضامنا معك، من أجل تخطي الأزمة النفسية والشعور بالألم.
لي تجربة شخصية مع النسيان نذكرها على سبيل الطرافة :منذ فترة طويلة في نهاية ثمانينات القرن الماضي كنت أذهب للمسجد بدراجة ووضعتها بشارع أو بمعنى زقاق أظلم و أضيق من قلب الكافر، قبالة الباب الرئيسي للمسجد ،وأثناء الخروج تحدثت مع أحد الأصدقاء, ونسيت أنني أتيت على دراجة من الأساس، بحثت عنها كثيراً بعد ذلك فترة طويلة ولم أعثر عليها، وذات يوم، وأنا أخرج من المسجد في نفس اليوم من الأسبوع المقبل، وجدتها في نفس المكان الذي تذكرت أنني وضعتها فيه حتى انتهى من الصلاة، فكانت سعادتي كبيرة.
واقعة أخرى كنت أضع في الكتب الأثيرة على نفسي بعض النقود ونسيتها تماماً ،وبعد فترة تناولت الكتاب الذي به النقود من أجل قراءته من جديد ،دون أن أعرف أن النقود بداخله ،وكانت فرحتي بالمبلغ الذي عثرت عليه فكان بمثابة الهدية أو حتى العيدية،وهذا بفعل النسيان، وطمسه وتخديره المتواصل لذاكرتي ،الذي جعلني أعيش هذه المفاجأة الجميلة ،
أخيراً عدت للبحث مرة أخرى ، في الكتب الأثيرة على نفسي، التي كنت أضع النقود، بداخلها لعلي: أعثر على بعض النقود، حتي أعيش الدهشة من جديد ، بعد أن توترت العلاقة بيني وبين النقود كثيراً، في الفترة الأخيرة، وأصبح هناك شبه جفوة وقطيعة في العلاقة بيننا، ولم تجدي محولات الصلح التي بذلت في الفترة الأخيرة من أجل تخطى سوء الفهم القائم بيننا، في وجهات النظر ، فلم أعثر بداخل هذه الكتب المحببة إلى نفسي على جنيه واحد، وفشل النسيان هذه المرة في إحداث المفاجأة المرجوة منه، ومن اسعادي مرة أخرى، فقمت بتلخيص الكتب بعد قراءتها مرة أخرى ونشرتها على صفحتي ..
الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب " من طرائف النسيان "
Post A Comment: