الكاتبة الإعلامية السودانية / ملاذ عوض تكتب "تأشيرة سفر"
لعل الاقتراح بالسفر مفيد ، ولكن أي سفر هذا أنه السفر الأهم والموصل إلى طريق النجاة ، و لا يزال الرسول صل الله عليه وسلم يوصي به بسؤال الله تعالى الهدايةة في العلم .
أنه من روائع الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته و به يستقيم طالب هي والمجاهد إليه وما تنازع العلم مع شيء إلا وغلبه ولكن تكف الإشارة إلى صراعه مع المال وهو زينة العصر ، ومفخرة الدهر ، ولكن هيهات آن ينتصر المال عليه . لقد جرئ العلماء على التشبه بكتاب العلم بعد الإيمان في التصنيف لماْ للعلم من أهمية ومكانة و دل الله تعالى على أهميته ( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العٌلم درجات والله بما تعملون خِبير ) وقوله عز وجل : (رب ِ زدني علماَ ).
# بعد التعلم التعليم ...
أول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل به ثم نشره ، ونشره بالتعليم والإرشاد به ، وهو من شكر وأصل النعمة لفضل العلم ، هناك من يقول لا يقبل عمل بلا نية لأن الأعمال مشروطة بمقاصدها والعلم أحد الأعمال من طلبه لله أعزه الله تعالى . ولكن مع ذلك يمكن الابتداء في العلم حتى لو لم تكن بنية والسبب في ذلك أن العلم بحد ذاته يقود في غالب الأحوال إلى حسنْ النية فينتفع به صاحبه ، أو بنقله للآخرين فسيفيد منه ـ يا سبحان الله العظيم ما أعظم العلم وأروعه ؛ آن يكون له مثل هذا الفضل العظيم فأين المشمرون السائرون؟
# ترويحه على طريق العلم ...
في واحة الانطلاق قد يشعر المسافر بالضيق بما هو مجبول عليه بالفطرة فلابد من استراحة وقد روى عن الرسول صل الله عليه وسلم ( و روحوا القلوب ساعةَ بعد ساعة فأن القلوب إذا كلت عًميت ) ,وفي استراحة العلم هذه قد يحتاج المؤمن لبعض الاسترواح لشم باقة من الزهور من واحة العلم ، وقد تحتوي باقة الزهور على زهرة أو زهرتين لعله يأنس بها ..
الزهرة الأولى : قد يضجر الإنسان بسبب ثلاثة: ( الضجر من معاناة الحفظ ومراعاته ، وطول الأمل في التوفر عليه عند نشاطه ، وفساد الرأي في عزيمته ).
الزهرة الثانية : قد يبتلى طالبه بأربع :( شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهلاء ، وحسد العلماء ).
فإذا صبر على طلب العلم أكرمه الله في الدنيا بأربع ( بعز القناعة ، وهيبة اليقين ، وبلذة العلم ، وبحياة الأبد ) .
وأثابه في الآخرة بأربع ( بالشفاعة في إخوانه ، وبظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ، ويسقى من حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ويجاور النبيين في أعلى الجنة ).
#والتدرج ضرورة ...
إن العلم مراتب ، وأجزاءه مرتبة ترتيباً ضرورياً ، وبعضها طريق إلى بعض ، وكل فن من الفنون كالبناء يبنى بعضه على بعض ولا يمكن التدرج في سلم إلا بعد الانتهاء من الدرجة الأوطأ ، وهذا التدرج هو آس التربية المنهجية ، فلكل عمر معين مناهجه الخاصة ، وكما آن المسافات المدرسية والجامعية تترتب ترتيباً بعضها بعد بعض ، والآخذ بهذه العملية منهج رباني أراده الله تعالى في تعليم العلم وذلك كما أنزل القرآن الكريم .
#والسمر في العلم ...
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :( لا سمر ألا لمتعلم أو مسافر أو عروس ).
من فضل العلم ، (فالسمر هو الجلوس ليلاً ) لا يكون إلا بالطاعات والعبادة إذ تنتشر الملائكة ، وتنزل فيه الرحمة ، وما أكثر ما تضيع هذه الفرصة ـ هذه الأيام ـ على الإنسان إذ يصرفها في أوقاته على سماع المنكر ومقابلة التلفزيون لفترات طويلة دونما شعور بأن هذه مضيعة للعمر ومجهدة للجسم وقد استحب الرسول صل الله عليه وسلم للمؤمنين صرف هذا الوقت ـ أن لم تكن للعبادة . فالسمر في العلم استفادة من الوقت و راحة الجسم .
فإن رغبت في سمر الليلة ـ أخي المسافر ـ فما عليك سوى أن تعيد القراءة ، أو تنظر المصادر نفسها للاستزادة ِفيها من علم .
الكاتبة الإعلامية السودانية / ملاذ عوض تكتب "تأشيرة سفر"
Post A Comment: