الشاعر المغربي / كريم لمداغري يكتب قصيدة تحت عنوان "كان الجرح ثرثارا .."
في ذات المكان..
حيث انشغل العشب يغازل أهداب الشمس المنتشية بفيض عبيرها..
انشغل هو بِعَدِّ خفقات قلبه المتعب..
بالرضوض
انحنى عصفور كان يصغي..
لحديث روحه المنهكة
كان الجرح ثرثارا تحت جلده
فآثر ألاَّ يحرج الورد في الحديقة..
حين هبت نسائم آذار
كان الطقس مؤلما ومهيئا ليطفو النزيف..
على تضاريس مسرح مشبوه
في الواجهة أطياف صاخبة، و أخرى خرساء
و سراب يعتلي عرش رصيف الألم
انتكاسة، و صراخ مزمن في الأعماق ..
أمام شريط تراجيديا حفلة الشواء
فضول فراشة ، جابت المكان
حملق في عينيها، بينما هي نظرت إلى هذا الجزء من نصفه الأعلى..
لم تأبه حين مرت تتفحص خطوط تجاعيده..
ربما خالتها حروفا لأبجدية ما، أو طلاسم غريبة
تريد استكشاف معالمها و معانيها
أو ربما أنها فقط، لم تعد تفرق بين الزهرة
و راسه المزهر أيضا..
لم تعد تساوره الشكوك..
بحجمه البائس..
رغم أنه يجيد العناد، و نسج الوهم
عبثا حاول ترميم ذاكرته المهترئة ..
و كبح نزق مارد متمكن في أحشائه
بعد لعنة الغثيان..
حفر فجوة في جدار على ضفة نهر مشاع للقادمين من نسغ الحرف و مواجع السؤال
و تقيأ وردا و جمرتين..
واحدة للعنة الغياب ..
و أخرى لعلة الرُّهاب
و تذكر همس نسائم الصباح..
و انكسار الهواء في رئتيه..
على صفحات ندوبه المبعرة
تذكر حر الصيف الجارح
و انكسار أمواج البحر على شاطئ ابتهالاته
و نباح كلاب الحي كما اعتادها
تذكر شمس الغروب و حقول القمح النائمة على صدره
تذكر و تذكر.......وتذكر...
تذكر أنه لم يجني من مواسم الحصاد ..
سوى بذرة واحدة
أثمرت في تجاويف الشرايين حروقا..
و حربا ضروسا لا تنتهي..
و انتصارات هزائمه المتتالية..
وقصائد عتمات أماسي رمادية
و ثقبا أسود يلتهم كل أجرامه الماسية
على هامش رذاذ أمواج الذكرى
رغم كل الموت المحدق باشراقة الجنون
في معطف نبضه..
تعلق باهداب السماء
و قال للعاصفة: ..
لا شيء يزيح عن جلدي..
قُبْلَة الشمس الحارقة..
الشاعر المغربي / كريم لمداغري يكتب قصيدة تحت عنوان "كان الجرح ثرثارا .."
Post A Comment: