الكاتب اليمني / إبراهيم أحمد شعلان يكتب نصًا تحت عنوان "هلا مايو الجميل.!"

 

الكاتب اليمني / إبراهيم أحمد شعلان يكتب نصًا تحت عنوان "هلا مايو الجميل.!" 

اليوم وبالتحديد قلتِ لي أنه عيد ميلادكِ،

 أتمنى لو بأستطاعتي نحتفل سويًا.. 

لأخبركِ أنّني شخص كلاسيكي، اطلاقًا لم أحتفل بحياتي بعيد ميلاد أحد، حتى عيد ميلادي لم أحتفل به؛ ربما لأنّني لم أكن أرغب بالخروج للحياة، لكنني اليوم رغم كل شيء سأحتفل وانطرب لميلادكِ، لا تتسائلين كيف سأحتفل، بكل تأكيد هناك طريقة تناسبني للاحتفال بكل مناسبة، 

لأخبركِ أنّني رجل لا أحفظ التواريخ جيدًا، لكنني حفظتها معكِ، حفظت تاريخ لمحتي لكِ لأول مرة، وايضًا أول يوم تبادلنا فيه الحديث، وأيام أخرى مميزة  ومخلدة في الذاكرة، ذات مرة وجهتي لي سؤال على سبيل الإختبار ماذا لو أنّني متذكر تاريخ ميلادكِ، لكنني لم اجبكِ، أنتظرت ردة فعلكِ، أتذكر وقتها غضبتي مني جدًا،  لم أجيب على سؤالك حتى بعد غضبكِ، دائمًا ما كنت أحاول أفهمكِ أكثر، اطلقتي عليَّ بعض الشتائم،

لكنني أعرف جيدًا امتصاص ملامح الزعل والغضب، هي ميزة جميلة أراها في شخصي،

وقتها فتحت باب للحديث وللخروج من جوّ الزعل المفرط، تعرجنا في حديثٍ جميل، تحدثنا عن الحب وقصصه، تكلمنا عن السياسة وعن أشياء كثيرة، تحدثنا بشكل مهذب عن الأوطان، عن الآباء والأمهات، عن النساء والأطفال، عن الحرب والموت..

هذا اليوم ميلادكِ.!

لم أنسى هذا التاريخ، حتى لو حدث عطل بالذاكرة، وكيف للإنسان أن ينسى مجيء عزيزًا عليه، ماذا لو كنتِ ذلك العزيز.! 

دعيني أخبركِ شيء، تعلمين أن الإنسان ينولد مرة أخرى بلقاء شخص لطيف، يشعره بالأمان والدفء.. وأنتِ كذلك، 

اسأل نفسي دائمًا.. كيف كان اليوم الذي ولدتِ فيه، هل اختفت الشمس والقمر لتكوني بديلًا عنهما.! كيف كان صباح ذلك اليوم.! بكل تأكيد سيكون أجمل الصباحات،

مالذي قُدر لكِ وقتها، أتمنى قُدرت لكِ السعادة الدائمة،

جلستُ وللمرة الأولى أكتب لكِ محتفلاً ومسرورًا بهذا اليوم.

جلستُ وللمرة الأولى سعيداً بهذا اليوم.

جلستُ  ولأول مرة متمنياً لكِ حياةً مليئة بالسعادة بالنجاحات الدائمة.

خفت أنّني كنت قد نسيت هذا اليوم بسبب عطبٍ قديمٍ في قلبي، لكنني لم أنسى.

 لأنكِ من مواليد مايو سيكون أجمل الشهور الميلادية بالنسبة لشخص مثلي، شخص أحب فيكِ الحياة، لقد صنفت هذا الشهر بشهر الجميلات؛ لأنكِ من مواليده،

سأصرخ لك يا مايو حقًا وصدقًا وعدلًا أنت شهر "اللطيفات، الانيقات، العظيمات، المكافحات، ذوات الوجهِ القمر ، والحظ المتعثر، متمنيات الإستقرار والسعادة لغيرِهن، متواضعات، بسيطات وغير متكلفات"، 

هذا أنا أبن نوفمبر اعانق أيامك بكل حب وسرور أتمنى تكون خفيف على قلوبنا، أتمنى لجميع مواليدك السعادة والراحة.

جميع مواليد شهر مايو حقائق وأنت أكبر تلك الحقائق وأعظمها، 

أعلم أنّنا قد ملننا من الكلام، هجرنا نافذة دردشتنا، وشارفنا على الإنطفاء، اطلقنا الانفاس والتنهيدات نحو سماء الهجر، ذهبنا بعيدًا بعيدًا، حلقنا بالفضاء هروبًا من كل شيء، حتى من حالنا، كلًا منا يقتل نفسه في البعد ليبقى قويًا في وحدته، يعيش بكبرياء، لا سلطة عليه، نقاوم المشاعر، نقاومها، لا نبدي شيء منها، دائمًا سأحب طيفك كلما تذكرتكِ سأبتسم، من يعرفني سيشاهد ملامح شوق كنتِ هي،

سأذهب، للأماكن ألتي قد تخلوا منكِ، سأستبدلكِ بكتاب جميل، بممارسة رياضة، بمشاهدة فلم، سأستبدلك بأشياء تشبهكِ، وتجمعنا شغفًا وحبا،

سأنهي حديثي يا كرة الثلج ويا برد الشتاء، يا نسمة الهواء البارد في صيف شديد الحرارة، يا نجمة في سماء شديدة العتمة، يا غيمة أمطرت ذات يوم على أرض قلبي المجدبة، يا مجرة وكلما فيها أنا ، 

عيد ميلاد سعيد، دمتِ بود، بحب، بألق، دمتِ شيء لطيف بهذه الحياة، عمر مديد ووقت سعيد ووجه ناصعٌ بالجمال مشرقٍ بالسعادة.💙

الكاتب اليمني / إبراهيم أحمد شعلان يكتب نصًا تحت عنوان "هلا مايو الجميل.!"