الكاتبة السودانية / نسيبة عبدالعزيز تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الساعة السادسة مساءً بتوقيت أوكرانيا" 




 الساعة السادسة مساءً بتوقيت أوكرانيا 

على ضفاف نهر فلاديمير هيل  : 

  جلست" أوكسان" مع حبيبها "بافل" يفكرا في تلك الفاجعة التي ستكون سبباً في افتراقهما،بعد ما التقيا ببعضهما ،كان كل منهما ثملً في حُب الآخر ،لكن الحربُ جاءت برهةً ولم تُمهل كلاهما من أن يِنعما ببعض .

قال" بَافِل" بضعة ساعاتٍ ستُفصلنا عن بعض يجب أن تغادري ؛بعد قليل ستصفر صافرة القطار ؛ لتتوجهي إلى بلدة أخرى تنعم بالسلام .

قالت " أوكسان" لا أستطيع المغادرة من دونك يا " بَافِل" كيف لي أن أخطو خطوة واحدة من غيرك ، ونحن تعاهدنا بالسير معاً؟ 

قال لا بأس يا عزيزتي الحربُ  مثل الموت لا تعرف خُططا ولا توقيتا فقط ستفعل ما جاءت من أجله.

كل منهما كان بحوزتُه، شيء من الذِكريات التي جمعتهما،  " أوكسان" كان معها عطراً وثمة رسالة ؛ "بَافِل" كان يدسُ معه منديلا ورسالة أيضا 

أوكسان قالت له : إنه العطر الذي أهديتني إياهُ في عيد ميلادي الماضى.

بَافِل قال لها : خذي هذا المنديل وضعيه على عُنقِك كلما داهمك الحنين والشوق إلىٌ  ، قطع حديثهما دَويِ صدى انفجار قادم  من مكان بعيد .

مشهد آخر : 

  من أمام مبنى دمرته الحرب قبل ساعات من الانفِجار ، تقف الأسر تتبادل العِناق ، ساعات الوداع بدأت في العد التنازلي وجُوه ارتسم عليها الحزن و قلوب تملكها الخوف ولا تريد الابتعاد ، طفلة تتشبث بقميص أباها  وتبكى، عاشقان يحتضنا بعضهما .

الجميع يُمعن النظر على المكان ،ونظراتهم كأنها كانت ترجو من الله أن تحدث معجزة تعيدهم إلى ما كانو عليه من قبل ، علا صوت قائد القطار : "على الجميع التوجه إلى القطار "

عانقت " أوكسان " حبيبها "بَافِل" طبع قُبلة على جَبِينها وقال " حين يأذن الله لنا سنلتقي و لو بعد" ركضت تجاه القطار والدموع تهطُل من عينيها.

_____________________________________________

يا ترى هل ستضع الحرب أوزَارها ؟ و يتحقق قول الله تعالى " لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا "


 


الكاتبة السودانية / نسيبة عبدالعزيز تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الساعة السادسة مساءً بتوقيت أوكرانيا"






Share To: