الكاتبة المغربية / نجاة زين الدين تكتب: إليكِ يا شيرين شهيدة الكلمة الملتزمة




اليوم انطفأت شمعتك يا شيرين أبوعقلة بسبب رصاص الإحتلال الصهيوني المجرم لأنك أخفتهم بجرأتك و قوتك...

قتلوك بدم بارد لأنك فضحت مساويئهم...

قتلوك لأنك غطيت بكل تحدي و إرادة و شجاعة مدابحهم...

قتلوك لأنك عريت وحشيتهم...

قتلوك لأنك أخفت جبنهم و بطشهم...

قتلوك لأنك كنت لسان القضية...و ضمير الإنسانية...و سفيرة حقيقية للمرأة الفلسطينية... 

قتلوك لأنك وثقت بآلة تصويرك و ببدلتك الواقية َ خودتك و مذياعك البسيط جرائمهم و مجازرهم الشنيعة و نقلت هزائمنا و انتكاساتنا بكل قنوات الإعلام الدولية من خلال قناة الجزيرة العربية...

قتلوك على مرأى و مسمع من كل العالم، برصاصة قناص جبان، ليجسدوا خزي نواياهم، و ليبصموا الحياة البشرية، ببشاعة سلوكياتهم اللإنسانية منذ مقتل الذرة و كل شهداء و شهيدات القضية...لتنفجر أنهارا من دموع النعي للإعدام القاسي الذي طال وجودك...

قتلوك لأنك كنت صوت الحق لمن لا صوت له...لدموع طفولة اغتصبت...و لنحيب ثكالى قدت و سيقت فلذات أكبادها أمام أعينها، الى الإعتقال بكل قسوة و دون ضمير، و لرجال  غيبوا قسرا داخل السجون الصهيونية الظالمة، حيث حوكموا لاطفاء لهيب الثورة الفلسطينية المشتعل... 

كنت صوت الحرية المنشودَ، و لسان حق الإنتماء لفلسطين المسلوب...

أيا غزالة، كم ركضت بكل فلسطين لتغطي حزن شبابها، و الام نسائها و بؤس شيوخها...

حاولوا و حاولوا... و لم ترضخي لتخويفاتهم َو لا لتهديداتهم...قاومت و قاتلت في كل ساحات الوغى بصوتك و بقلمك الحر...لقد قضت مضاجعهم تحقيقاتك الباسلة...و تواجدك الدائم بكل المدن الفلسطينية إنطلاقا من جنين و القدس الشرقية...الخ لتغطية كل الأحداث المرتبطة بأقدم قضية إحتلال في تاريخ البشرية: ألا و هي الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية...

قتلوك و أنت تؤدين دورك الصحفي بكل مهنية و بسالة، و نسوا أنهم، لن و لم يقتلوا الحقيقة الدامغة: حقيقة إحتلالهم المقيت...المستعمر...الغاشم... 

قتلوك ظنا منهم أنهم دفنوا عدالة القضية، لإسكات صوت الحق، و لكي لا يصل الى مداه الكوني للدود عن فلسطين الجريحة، الكسيحة و من خلالها عن كل الإنسانية...

قتلوك بكل نرجيسية ليخيفوا أصوات الحق الأخرى...و ليلزموا أطفال الحجارة بالإذعان لسياسة الأمر الواقع، التي تخيلوا دوما أنهم فرضوها على كل العرب سواء:

 المطبعين منهم، الذين باعوا القضية و أصيبوا بالصمم،  و ااذين اتعجب كيف لهم أن يناموا الآن و واحدة من نساء فلسطين الحرائر، تودع بلادها و هي مغطاة بدمائها نتيجة إصابتها التي برمجت مسبقا بتكتيك صهيوني قاتل في تواطؤ تام لهذا الصمت العربي المطبع الآن بصورة مكشوفة، صارخة و دون خجل...؟؟؟؟

أو حتى من لازال يدافع عن قدسية القضية الفلسطينية بكل حزم و إصرار...لإيمانه بعدالتها و نصرتها.... 

لكن هيهات هيهات، ستنتصر فلسطين مهما طال مسلسل التعتيم و التطبيع...و سيبزغ فجر الحرية، مهما نافقوا و كذبوا و موهوا و وهموا و ضللوا و برروا و زيفوا....

إنها المحاولات اليائسة للكيان الإسرائيلي الوحشي الذي يسكت كل صوت ثاقب، و صادق...كل صوت أبي يطالب المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته ليلعب دوره الحقيقي المنوط به لتنعتق فلسطين من ربقة الإحتلال الظالم...

لروح شهيدة الكلمة الملتزمة بهموم القضية الفلسطينية: شيرين ابوعقلة،  المتوحدة بهموم كل أسر المعتقلين و بهموم كل المهجرين كرها من ديارهم سواء من قلب أحداث جنين أو أي موقع آخر من الخريطة الفلسطينية، التي  تحاول سياسة  الكيان المتغطرس طمس معالمها و هويتها، و تقزيمها في غزة المحاصرة...إنه عبثا يحاول و لروح الشهيدة السكينة و الخلود...، و ستبقى أرض فلسطين ولود و ستنبث. الملايين من شيرين ليكونوا صوت الإنسان الفلسطيني بكل بقاع العالم لنقل مأساتهم و معاناتهم التي تحمل أكثر من أنين و التي تزلزل الكون برمته بحجم حمولة حب تلك الأرض و الحنين إليها و لأديمها المسلوب...و لدمها المسفوك بكل عدائية و سادية من كيان جاثم على أنفاس كل العرب...بدون رحمة و لا ذرة إنسانية.... 

نعم ستنتصر القضية، مهما نكل الكيان الغاصب َو قتل، و جوع و اعتقل و أعدم و صادر و حاصر و طبع....لأن لفلسطين، أبناءا و بنات جبلوا على الدفاع على أراضيهم المغتصبة...لذلك  سيناضلون و يناضلون و يناضلون دون خوف ليستردوها لتخضر اوراق الغار من جديد و لتعود الحياة لأغصان الزيتون...و الإبتسامة لكل من بكى طوال هذه السينين...لن يرتاح لهم البال حتى يحرروا بلادهم كاملة، دون مزايدات و لا مساومات...و أكيد أنهم لن يستسلموا لإرهاب إسرائيل الغادر...و ستندحر هاته الأخيرة، أي إسرائيل مهما استبدت و استقوت لأن لكل ظالم نهاية...

*فلسطين عربية و لتسقط الصهيونية

* فلسطين عربية مهما طبعت الرجعية...



الكاتبة المغربية / نجاة زين الدين تكتب: إليكِ يا شيرين شهيدة الكلمة الملتزمة



Share To: