الأديبة المغربية / سعيدة الرغيوي تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "مشروب الإباء"
يا أبي إنني أُحِسُّ بالظّمإ..فقد بلغ مني الْعطش مبلغا وعودي لم يشتد بعدُ..
مهلك بني : " ..الْعطش ..أمنا الأرض أكثر عطشا..لكنها تُقاوِمُ..لو تدري حزني وكمدي ..اكرعْ من جَلدِ الْعطشى على هاته الْبسيطةِ ..هم لايتبرمون..يشربون من ماء الإباءِ..
هلا أدُلّك على النّبْعِ الصّافِي والماء الزّلل..
أم أنّك تُفضّلُ مياهً راكدةً ..
بلى أبتي أنا لا أرتضي لنفسي ورُوحِي شرابًا إلا الْعدب النَّقِي ..فنفسي تأْنَفُ وتمُجُّ كلَّ سَمْجٍ قبيحٍ .
إليك بني مُشْتَهَاكَ ..وبغية نفسِكَ والْمشرب الذي يليقُ بكَ...
إنّه "ماء المُقاطعة"..هو ماء لا يتغير لونه ولامذاقه ..فقد جَرّبتُ كُل صنوف الْماءِ..لكن ماء الْمقاطعة مختلف؛ فهو يحَاربُ الْحصَى فِي الْكِلي ويمنحُ الْوجْهَ نُوراً وبهاء ..فإليك به ..سيذهِبُ الظمإ بإذن الله ..
الأديبة المغربية / سعيدة الرغيوي تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "مشروب الإباء"
Post A Comment: