الكاتبة السودانية / زهراء عبدالله صالح تكتب مقالًا تحت عنوان :(عواقب الموت ام عواقب البوح !!)
ماذا ثم ماذا
الندم ام البوح
ماذا لو مات أحدهم وأنت تحمل في قلبك حبا له وهو لا يدري به بعد؟
ماذا لو مات الذي كنت ستخبره بأشياء كثيرة، فأخذه الموت ولم يعد يستطيع سماعك؟
ماذا لو مات الذين أحببناهم بشدة، ونخاف فقدانهم وهم معنا؟
ماذا لو مات أحدهم وبينك وبينه معارك كثيرة، ولم تصفحوا عن بعضكم، فمات وبقي الندم مستيقظ يؤرق مضجعك؟
ماذا لو مات من كسرته، من تركته خلفك حزينا ولم تقف بجانبه .. ماذا لو علمت أنه مات من الحزن؟ هل سيعي قلبك كل هذا؟
إنها لحظات حرجة، تأتي لتوقظنا من غفلتنا، لطالما نسينا الموت تماما، وحينما أتى فجعنا وتمنينا لو أنه ينتظر قليلا لنصلح الأشياء التي كسرت..
الآن.. وقد عرفت عواقب الموت!
لا بد أن هناك من تسببت له بالأذى، لا تقلق كلنا نخطئ، لكن انهض مسرعا قبل أن تفكر بأي شيء، اذهب إليه وأصلح كل ما تسببت في كسره، لأنني واثق جدا أنك ستستفيق يوما من هذه الغفلة وتندم أشد الندم عليها..
لا شيء أصعب من أن تكون قلوبنا مليئة بالحقد والكره لبعضنا، مهما فعلوا بك، طالما أنك بريئ ولم تُؤذيهم في شيء، فلم لا تعف عنهم؟
مهما كسروك وظلموك وأبكوك، فإن الله شاهد وناظر إلى كل هذا.. فلماذا تمرض قلبك بأمراض الحقد والحسد والبغض؟!
تحرر... وأرح قلبك من غفلة الشعور!
عش لله مفوضًا أمرك كله إليه، أحزانك، انكساراتك، وخوفك..
وحده من يجعلك راضيا مطمئنا مسالما..
إنه قلبك..يحتاج منك سلاما حقيقيا!
لا تنتظر الوقت المناسب لكي تبوح بكل ما يخطر على قلبك، استخر الله، وابدأ بنفس سمحة راضية بعواقب البوح...
ابدأ من الآن ولا تنتظر .
Post A Comment: