الأديب المغربي / عبد الحكيم البقريني يكتب: شَطَحاتٌ بِمِحْرابِ ٱلْفاطِمَة  


الأديب المغربي / عبد الحكيم البقريني يكتب: شَطَحاتٌ بِمِحْرابِ ٱلْفاطِمَة


 قالَتِ ٱلْفاطِمَةُ :

 وَٱلنًارُ ٱلّتي أَنْتَ وَقودُها ، خَمِدَتْ بِأَحْشائي ..

عُمْقُ عُمْقي 

تَسَعَّرَتْ ..

تَلَهَّبَتْ بَيْنَ ٱلْحَدَقَتَيْنْ ..

ٱلْحَلَمَتَيْنْ .

ٱلْجُمْلَتَيْنْ ..

ٱلْحَمْلَيْنْ .

يَوْمَ حَمَلْتُ ٱلْحَطَبْ ، 

حَمَلْتَ أَوْزارَ حَمّالَةَ ٱلْحَطَبْ .


جَلَسَتِ ٱلْفاطِمَةُ : 

وَبَيْنَ ٱلْبَيْنِ ..

كانَتِ ٱلْقَوافي ،

قافِلاتُ ٱللّظَا تَشُقُّ ٱلشَّوْقَ .

تَرْبِطُ ٱلْوَصْلَ بِوَصْلٍ ،

تُرَمِّمْ أَجْداثاً بِوجْدٍ .

فَتُعْلِنُني ٱلْأَتْقى ..

أُعْلِنُها ٱلْأَنْقى 

وَبَيْنَ ٱلْبَيْنَيْنْ .

ما عُدْنا ٱلْأَبْقى .


نامَتِ ٱلْفاطِمَةُ : 

رَحَلَتْ حَيْثُ ٱلأَبْهى ..

رَسَمْتُها ٱلْأَشْهى ،

فَراشَةَ ٱلْمُنْتَهى .

نامَتْ ..

ٱمْتَدّتْ حَيْثُ مَدّي 

أُسْطورَةُ جَزْري .

رِحْلَتي في زَمَنِ ٱلْاِسْتِعارَةْ .

بَحْرٍ خَليلِيٍّ ..

بَحْرٍ أَخْفَشِيٍّ .


هَمَسَتِ ٱلْفاطِمَةُ : 

وَبِمَقْبَرَةٍ أَخْفَتِ ٱلْمَشاعِرَ ،

إِذْ أَجَجَّ ٱلْمَشاعِلَ .

أَعْلَنَ ٱلْأَمْواتَ ٱلْأَحْياءَ شُهوداً ..

تَكَشَّفَتْ خَدَّيْنْ ..

حَلَمَتَيْنْ ،

حُلُمَيْنِ عَلى وِسادَةٍ واحِدَةٍ .

حُلُمٌ لِلْجَسَدْ ، 

حُلُمٌ لِلْقَصيدَةْ .

وَبَيْنَهُما ...

بَيْنَهُما رَعْشَةُ بِمَقْبَرَةِ ٱلْمَشاعِرِ .


اِنْتَقَدَتِ ٱلْفاطِمَةُ : 

واحِدٌ ؟

وَحيدٌ ؟ 

حاكِمٌ ؟ 

حَكيمٌ ؟ .

أَنْتِ ... أَنْتَ ،

وَحْدَهُ ٱلْجَبَلُ شَفيعاً 

عارِفاً بِٱلْأَسامي .

وَأَنِّي ٱللُّغَةُ ..

وَأَنَّها أَنايْ .


تَتَشَعَّبُ ٱلْفاطِمَةُ : 

شَعْبٌ ..

شُعَيْبٌ ..

شِعابٌ .

لُغَةُ غِوايَةٍ وَلُعْبَةُ ٱلْجَسَدْ .

سَقَطَ ٱلزِّيفُ يا ٱبْنَةَ ٱلْمَدامِعِ ..

عِشْقاً دُسَّ بِجَيْبٍ يَحِنُّ لِكَفِّ يُعانِقُ ٱلتُّفاحَتَيْنْ .

يَصِلُ ...

يُصَلِّي بَيْنَ ٱلْمَعْبَدَيْنْ .

جَسَدَيْنِ بِٱسْتِعارَةٍ واحِدَةٍ .


 




Share To: