نبيل أبوالياسين رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الانسان يكتب : ألمانيا والتناقض بين ترشيح «فردا أتامان» لمكافحة  التمييز  وسلوك العنف ضد المهاجرين


نبيل أبوالياسين رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الانسان يكتب : ألمانيا والتناقض بين ترشيح «فردا أتامان» لمكافحة  التمييز  وسلوك العنف ضد المهاجرين



رغم أنة تم إتهامها بالإنحياز لعرقها"العرق الأبيض"، وأنها ضد المسلمين أسرد في مقال هذا؛ تفاصيل عنصرية معرقلة صادمة لتعرفها عن ترشيح "فردا أتامان" المرشحة لرئاسة مكافحة التمييز في ألمانيا، التي تتحدث دائماً عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتمييز العنصري، والعنف سلوك"ألمانيا" ضد المهاجرين واللاجئين، بصفه عامة، والعرب والأفارقة بصفه خاصة. 


والجدل العنصري لترشيح الإئتلاف الحاكم في ألمانيا الصحفية" فردا أتامان" لتولي منصب رئيس لوكالة مكافحة التمييز الألمانية «‏ADS» والتلاعب العنصري بالألفاظ "لـ" نص كتبتهُ "أتامان"منذُ عامين دافعت فيه عن  إستخدام مصطلح وأعتبروه "يسخر" من الألمان البيض.


وأن "أتامان" لقت فور ترشيحها لمنصب رئيس وكالة مكافحة التميز، إتهامات من قبل كارهي المهاجرين، واللاجئين بدعمها"ثقافة الإلغاء" وأنها أطلقت عمودها العنان لسيل من الجدل قام بها التجييش الإلكتروني في ألمانيا، على وسائل التواصل الإجتماعي، وهو نقاش إندلع مرة أخرىّ الآن بسبب ترشحها لقيادة ADS، وظهرت موجة من مقالات الرأي تنتقد طريقة" الإختيار " على وسائل الإعلام الألمانية أمس الأحد خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيثُ وصف ترشيحها بأنه موعد لإلغاء الثقافة، وتقسيم المجتمع، وفق مانقلته صحيفة "تاجشبيجل"اليومية.


وإتهموها أيضاً بأنها  دائماً ما تقوم بسرد الحكايات بدلاً من التركيز على أمثلة أكثر جدوىّ من العنصرية اليومية، والخلط دائماً بين المهاجرين، والمهاجرين"المسلمون" ولا سيما من تركيا أو الدول العربية تحديداً، وقد آثار  ترشحها غضب المشرعين المحافظين من الإتحاد الإجتماعي المسيحي "CSU"، والحزب المحافظ البافاري الشقيق للديمقراطيين المسيحيين التابع للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل"CDU".


وعنونة الصحف الألمانيا "جدل حول ترشيح الصحفية "فردا أتامان" لرئاسة مكافحة التمييز في ألمانيا، حيثُ أثار ترشيحها من خلال الإئتلاف الحاكم في ألمانيا جدلاً تمييزياً حاداً، وقام التجييش الإلكتروني العنصري بتأجيج الوضع داخل المجتمع الألماني، وعلى منصات التواصل الإجتماعي، لإثارة الغضب ضد ترشحها والدعوة لإنتقاد الإئتلاف الحاكم،  والطريقة التي يتم بموجبها الإختيار، وقد جرىّ تأجيل بالفعل ترشيحها إلى مطلع يوليو الماضي بطلب من الحزب الديمقراطي الحر، ولكن يبدوا أن كارهي المهاجرين، والديمقراطية لهم شأن وإتجاه أخر.


وكانت"أتامان" وفق ما نقلت "DW" قد كتبت في يناير 2020، عموداً لمجلة"دير شبيغل" الألمانية، تناقش فيه حقيقة أنه في حين تزخر اللغة الألمانية بمصطلحات للأشخاص الذين هاجر آباؤهم، أو أجدادهم إلى ألمانيا، فإن مصطلح "الأشخاص الذين لديهم خلفية مهاجرة هو المصطلح المفضل، والصحيح تقريباً من الناحية السياسية في ألمانيا اليوم، ويبدو أنه لا يوجد أسم متفق عليه بشكل عام لمن هم من أصل ألماني فقط"البطاطا الألمانية والتمييز".


وذكرت"أتامان" إن مصطلح كارتوفل أسم البطاطس باللغة الألمانية، الذي تستخدمه أحياناً مجتمعات المهاجرين لوصف الألمان البيض ليس تمييزاً، وكتبت: إنها خضروات تحظى بشعبية كبيرة عالمياً، قائلة إن المصطلح غير ضار و"لطيف" ولا يمكن مقارنته بتسميات أطلقت على جماعات ليس لها هيمنة، وغرقت لعقود أو قرون في الكراهية والاضطهاد.


وأُشير: إلى أنه وفي 21 أبريل 2021 كان يأمل البعض، بأن "طارق العوس" في أن يصبح أول لاجئ سوري يفوز بمقعد في البرلمان الألماني عندما تتجه البلاد إلى صناديق الإقتراع في سبتمبر، وفي حديث إلى الإذاعة الوطنية العامة "NPR" في فبراير بعد إعلان ترشيحه مع حزب الخضر، كان المحامي والناشط الحقوقي البالغ من العمر 31 عاماً من دمشق مليئاً بالطموح للمساعدة في جعل ألمانيا مكانًا أفضل، وقال "العوس"إن من تجربتي الشخصية كطالب لجوء، أعلم أن ألمانيا بحاجة إلى تحسين سياسات الإندماج ، لأنها تؤثر على الجميع ، وليس فقط اللاجئين، وأريد إحداث تغيير للجميع في ألمانيا.


مشيراً؛ وعندما فر "العوس" من الحرب في سوريا عام 2015، إعتقد أنه يترك خطر العنف وراءه، حيثُ قال؛ إن السبب الكامل لوجودي في أوروبا هو أن أعيش في أمان وكرامة، وهذا لم يحدث حتى الآن، بسبب تهديدات بالقتل،  وهجوم عنصري ضده، وضد أشخاص مقربين منه، وسحب "العوس" ترشيحه لتمثيل دائرة أوبرهاوزن بولاية شمال الراين،  وستفاليا في البرلمان يوم 30 مارس.


كما أشار: إلى أن"العوس" توقف الآن عن الحديث إلى الصحافة حالياً، ورغم أنه تحدث إلى مرشحة حزب الخضر"لمياء قدور"، والتي قالت: إني لم أتفاجأ بالتهديدات، والانتهاكات التي تعرض لها"طارق العوس"، ولكنني أعتقد أنه كان كذلك، وأصبح لدينا مشكلة مع العنصرية في هذا البلد، وليس مع المتطرفين اليمينيين فقط، بل العنصرية منتشرة حتى في وسط المجتمع.


متواصلاً: وقالت "قدور" التي ترشح نفسها لتمثيل منطقة دويسبورغ في إنتخابات سبتمبر، إنها هي الأخرىّ تواجه العنصرية بشكل يومي، رغم إنها، ولدت في ألمانيا لأبوين من سوريا منذ عدة عقود، وتتعهد بأنها لن تدع التخويف، والتهديدات يوقف حملتها الإنتخابية، وإنها إعتادت على مستوى معين من الكراهية والعداء، ولم يعد يخيفيفها، ولكن الأمر مخيف بالنسبة"لـ" طارق العوس" الذي يتعرض لمثل هذه الإساءات العنصرية العنيفة لأول مرة، وليس مثل قدور، وشعرت الصحفية "فردا أتامان "بالحزن لكنها لم تتفاجأ بقرار "العوس".


وألفت: إلى ما قالتهُ "أتامان"، التي ولدت في ألمانيا بعد أن هاجر والداها من تركيا، إن كوني هدفاً للإساءة والتهديدات العنصرية، أفهم تماماً سبب تنحي"طارق العوس"، ولكنها أخبار مريرة للغاية بشكل فعال، وهو غير قادر على المشاركة في عمليتنا الديمقراطية، وهو حكم دامغ على مجتمعنا، لافتاً؛ أنه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لشخصيات عامة مسلمة، وأخرىّ غير بيضاء، أو للسياسيين الذين يدعمون اللاجئين علانية، وجاء إنتهاء حملة "العوس" الدراماتيكية بعد تصاعد التمييز العرقي، والعنف في ألمانيا في السنوات الأخيرة، وفقاً للوكالة الفيدرالية لمكافحة التمييز التابعة للحكومة التي قالت مؤخراً«لدينا مشكلة حقيقة مع العنصرية».


كما ألفت: إلى أنه وفي عام 2019 ، إغتيل"والتر لوبكي"، النائب الإقليمي المؤيد للاجئين في حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، على يد متطرف يميني خارج منزله بعد سلسلة من التهديدات بالقتل، وكما تلقىّ صحفيون من خلفيات أقليات تهديدات، حولت "ميلي كياك"، كاتبة العمود في صحيفة "دي تسايت " التي ولدت في ألمانيا لأبوين كرديين، رسائل الكراهية التي تلقتها إلى عرض مسرحي بعنوان Hate Poetry حيث قرأت هي وزملاؤها الصحفيون الملونون الإساءة أمام الجمهور آنذاك.


وأؤكد:أنه عندما تقول الصحفية، والمرشحة لتولي منصب رئيس وكالة مكافحة التمييز "فردا أتامان"، الذي كتبت كتاب Ich bin von hier,Hört auf zu fragen! "أنا من هنا، توقف عن السؤال! "، ومدير Neue deutsche Medienmacher ، وهي منظمة تدافع عن التنوع في الإعلام، والسياسة، وتقدم الدعم للصحفيين الذين يواجهون تهديدات عنصرية، والتي دائما ما تقول؛ إن أمامنا طريق طويل لنقطعه، يكشف لنا حقيقة الآمر وأن هذه الدول، «الأوروبية»، وغيرها من الغرب يترنحون بكذب الحديث وهم فارحون، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ويتحدثون دائماً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم في الأصل«جذور الإستبداد».


مؤكداً: أن هناك علامة واضحة أخرىّ على أن العنصرية متأصلة في المجتمع هي التمثيل غير المتكافئ للأقليات في السياسة، وأن ما بين 93%، و 97% من المشرعين الفيدراليين، والولاية هم من البيض، على الرغم من أن الأشخاص الذين يشار إليهم هناك بأسم " خلفية الهجرة " يشكلون أكثر من 27% من سكان ألمانيا، وهذه ليست القضايا الوحيدة، بل أشار أحدث تقرير سنوي صادر عن وكالة مناهضة التمييز الحكومية إلى تزايد الهجمات العنصرية وأصبحت واسعة النطاق في ألمانيا الآن.






Share To: