الأديب المصري / قطب عبدالفتاح غانم يكتب قصيدة تحت عنوان «لبيك يا رب الوري»
صوتُ الحجيجِ على الصعيدِ شجانا
لبيكَ ياربَّ الورى إيمانا
لبيكَ ما لبَّي الحجيجُ وأحرموا
لبيكَ في أرجائها إعلانا
لبيكَ من شتَّى البقاعِ نراهمُ
من كلِّ جنسٍ في الورى ألوانا
لبيكَ من كلِّ الفجاجِ وقد أَتَوْا
شَدَّوا الرحالَ إلى التُّقى رُكبانا
جاؤوا إليكَ موحدينَ..جَميعُهُم
يبغونَ يا ربَّ الورى إحسانا
لبيكَ ما طافَ الأنامُ وما سَعَوْا
يرجونَ منكَ العفوَ والغُفرانا
لبيكَ ما وقفَ الحجيجُ وهَلَّلُوا
يدعونَ رَبَّاً رَاحِماً رَحمانا
لبيكَ ما نفرَ الحجيجُ وما رَمَوْا
رَمَيَ الجِمارِ وأخسؤوا الشيطانا
لبيكَ ما حَلَقُوا وما أنْ قَصَّرُوا
أو مَا رَوَوْا من زمزمٍ أبدانا
لبيكَ ما نَحَروا الذبائحَ قُربةً
يرجونَ ياربَّ الورى رِضوانا
لبيكَ يا ربَّ البريةِ إنني
عبدٌ أتيتكَ تائباً ندمانا
قلبي لمكةَ نازحٌ متشوقٌ
كالطيرِ من فرطِ الهوى نَشوانا
في ساحةِ الحرمِ المُعَظَّمِ حَائماً
بين الرحابِ ليرتوي إيمانا
إنِّي المشوقُ لزمزمٍ وسِقَائها
أضحى الفؤادُ لمائها ظمآنا
وكذا أؤملُ في المقامِ لسجدةٍ
أخلو بها متأملاً هَيْمانا
ولطيبةَ الفيحاءِ ذابتْ مُهجتي
شوقَ المحبِّ لمن بِها ولهَانا
للمصطفى نبعِ الهدايةِ والتُّقى
من كانَ من بينِ الورى مُزدانا
ولروضةِ الهادي البهيةِ مُنيَةٌ
أبغي الجلوسَ أرتلُ القرآنا
وإلى البقيع نسائمٌ نشتاقها
لتهدهد الأرواحَ والأبدانا
يا ربِّ أحسنْ بالحجيجِ وَدَاعهم
وابسطْ إليهم رحمةً وجِنانا
واقبلْ إلهي توبتي وإنابتي
واكتبْ لنا بين الورى غفرانا.
Post A Comment: