الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب نصًا تحت عنوان "أتعاطف..!" 


الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب نصًا تحت عنوان "أتعاطف..!"


أتعاطف..!

وهل تسمحون لي أن أسألكم عن إنسانيتكم طوال أكثر من عقد من الزمان، وهل تسمحون لي أن أنزع منكم صفة الإنسانية أو أضيف لها الزائفة، وهل تسمحون لي ألا أتعاطف مع مواطنيكم لأنكم لم تتعاطفوا معنا.

وهل تفرق الحرب بين الناس؟، وهل للقتل درجات؟

لماذا تنتظرون تعاطفي، وأنتم تعلمون جيداً أننا نعاني من الحرب احدى عشر عاماً، هل تعلمون أني فقدت فيهم الكثير من أقاربي، هل تعلمون أن بضع من زملاء الدراسة لا أعرف سبب قتلهم، هل تعلمون أن أبي فقد ذراعه لكنه نجا من القتل بلطف الله.

أنتم لا تعلمون شيء عن معاناتنا كل هذه السنوات واليوم تطلبون تعاطفي.

أي تعاطف يمكنني أن أفيض به عليكم ونحن في اليمن نفتقد الحياة برمتها، نفتقد الامن والعيش حتى أننا نشعر ان لا أحد يرانا كأننا ظل الموتى.

أي تعاطف يمكنني الشعور به ولن أجد حدوداً آمنه يمكننا اللجوء اليها، ولن نجد الطعام الذي يمكن ضمانه لأطفالنا، ولن نجد أحد يهتم بنا على الاطلاق.

يا سادة قادتكم مثلهم مثل قادتنا يكابرون حتى يشعلوا الحرب ولا يستطيعون إيقافها حتى تحرق الأخضر واليابس، وتقتل الناس وتشرد العائلات وتبتر أعضاء الاحياء بلا تفرقة.

هم يكابرون حتى تشتعل الحرب ثم يتركوننا للمصير المجهول وهم يبقوا آمنين ليس عليهم الا ان يشعلوا حماسنا حتى نقتل.

هم يكابرون حتى تنفجر المعارك في كل مكان ومن هناك يتاجرون بأرواحنا، يتمنون قتلنا حتى يكسبوا تعاطف العالم، او نصرنا حتى يبقوا على سيرتهم في بعض سطور في كتب التاريخ.

نحن لا نتسول التعاطف لأننا نعرف انكم لا ترو أي منا، ولكننا قد نتسول الدعاء لعل الله يرحم بلادنا من الاقتتال وينزل على أهلنا السكينة والحكمة فيتوقفوا عن القتل رحمة من عند الله.





الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب نصًا تحت عنوان "أتعاطف..!" 




Share To: