الشاعر المغربي / كريم لمداغري يكتب مقالًا تحت عنوان "مجرد كلام فقط"


الشاعر المغربي / كريم لمداغري يكتب مقالًا تحت عنوان "مجرد كلام فقط"


سواء في العالم الافتراضي أو في منتدياتنا و ملتقياتنا، الأغلبية الساحقة تتدعي علنا أو ضمنيا كل الأوصاف والسمات النبيلة ، الكل يسعى للخير وينبذ الشر و ينتقد الوضع ويشير إلى النواقص الموجودة على أرض الواقع، فعلا الكل يريد أن يعيش بسلام ويطمح لحياة راقية في (الدولة أو المدينة الفاضلة) وهذا طبعا الشيء الممدوح و المطلوب أن يتوفر في كل فرد، لكن هلا تساءلنا ولو للحظة مع أنفسنا وذواتنا، هل حقا نريد أن نصلح ونرقى باسلوبنا و سلوكياتنا اليومية في محيطنا، هل لدينا الشجاعة والجرأة الكافية لفعل ذلك، المسألة غاية في البساطة أن نلاحظ أخطاء الآخرين ونشير إليها إنما التعقيد يكمن في المنطلق الأول ونقطة البداية لكل فرد في المجتمع وهنا بيت القصيد ، فحين يرى كل واحد منا نواقص الآخرين في محيطه ويشير إليها باستمرار دون الإنتباه إلى منظوره الأحادي الجانب، فأعتقد أن هذا هو مكمن الخلل الأساسي في تردي الأوضاع على جميع الصعد و المستويات ..

بإيجاز المسألة ليست مسألة أخطاء بقدر ما هي مسألة تصحيح أخطاء، والتصحيح لن يكون بالضرورة عن طريق الآخرين للآخرين عبر الإشارة لنواقصهم،إنما الجدير بأي كان أن يتعلم التصحيح انطلاقا من ذاته، والاصح أن يقوم سلوكه ويجاهد نفسه ويتحمل المعاناة والإكراهات في ذلك ويراقب باستمرار حركاته وسكناته ويتسلح بالصبر والمثابرة، واستسمح الكل فأنا لا اروم من خلال هذه الفرضية أن أجعل من الناس ملائكة، فسبحان مدبر ومغير الأحوال لا إلاه إلا هو فعال لما يريد،

إنما أحاول فقط إضاحة وتنوير مفهوم الإصلاح والتصحيح لدى الكثير من الناس وبالخصوص الشباب الذي نال قسطا لا يستهان به من التعليم، لأن ترقية المجتمع ككل يجب أن تتوفر فيه القامات القوية الشامخة الفعالة على المستوى الأفقي والعمودي لترسيخ المعالم والرؤية الواضحة للأمور وذلك لن يتم بمجرد الخطاب إنما بأفعال و معاملات أخلاقية قيمة وهذا طبعا ليس بالشيء الهين، لكن إذا لم نعدل من سلوكياتنا، ونضل نردد المقولة المشهورة( كل إناء ينضح بما فيه ) سنلقى ذات يوم كل الآنية متفسخة غير صالحة وغير قابلة للاستعمال، وحينها سنلجا للغابة كما تلجأ الحيوانات، هذا بطبيعة الحال إن وجدنا غابة!!؟..

نسأل العلي القدير أن يلهمنا الصلاح و الصواب..







Share To: