الكاتبة السودانية / تودد الألفي تكتب نصًا تحت عنوان "ماركة حُبْ" 


الكاتبة السودانية / تودد الألفي تكتب نصًا تحت عنوان "ماركة حُبْ"



دائماً ما كُنتُ أستمعُ للفتياتِ وهنَّ يتحدثنَ بانبهارٍ كامل عن مستحضراتِ التجميل وكمْ أنها تُبرز جمال الوجه بشكلٍ أفضل.

الكُحل عزيزتي يجعل عينيكِ أكثر اشراقاً، لتقاطعها الأخرى بكل حِدة ...بلى ولكن عليكِ أولاً أن تختاري أي لون من الكُحل يناسب عينيكِ، فمثلاً إن كانت عيناكِ صغيرتان؛ فعليكِ استخدام اللون الأبيض مع وضع (الأيلاينر)ليتضِحَا أكبر حجماً، اما ان كانت عيناكِ كبيرتان جداً فالأسود هو ما يناسبهما ليكونا بحجمٍ مناسب...


ثم ما ألبثُ لأفهم شيئاً، حتى ينتقلنّْ للجدال حول أفضل (الماركات التجارية) التي تقوم بإنتاج تلك المُستحضرات التجميلية، عُدة أسامي لا أفقهُ عن معناها شئ تقولُ الأولى أنّ ماركة (هدى بيوتي)هي الأفضلُ من بينهن، لتتحدثَ عنها بكل حماس قائلةً مستحضرات هدى بيوتي تجعلكِ أكثر اشراقاً و جمال، لتُخالفها الرأي صديقتها الأخرى بأنّ ماركة(ماك)هي الأفضل، لأنها تجعلكِ أقرب ما تكونيين لحقيقتك

 _حقاً لا أعلمُ ما بها حقيقتنا وما الحاجةُ للتجمُل!_


في تلكَ المُناقشة التي حدثت قد سمعتُ دون اهتمامٍ بالغ مني عن أنواع كثيرة من مُستحضرات التجميل تلك، عرفتُ كيف اُميزُ بين أفضلهن وأكثرهنَّ طلباً في السوق، لكن هناك إحدى الماركات تحدثتْ عنها واحدة من تلك الفتيات، هي ما قد أثارت فضولي أكثر لتجربتها...


تحدثت عنها بحماسٍ بالغ، وعيناها كادت تلمع من الصدق، تُدعى ماركة(حُب) حقاً تمنيتُ تجربتها فوراً.

قالت:

أن تستيغظي صباحاً فتنظرين لوجهكِ في المرآة؛ فتشعُرين بأنه أكثر إشراقاً كل يوم فأنتي قد استخدمتِ (ماركة حُب)، وأن تتسع عيناكِ أكثر وتُنافس بريقُ الشمسِ في محياها، عند رؤياكِ أحدهم، فأنتي جزماً تستخدمين (ماركة حُب)...

تشعُرين بأنّ وزنكِ أخف كما الريشة وإن كنتِ تحملين ميئات الكيلوغرامات، إبتسامتكِ قد لا تفارق شفاهكِ البتة، تشعُرين بالحب إتجاه الجميع، فلا مجال للكره والبغض بعد إستخدام تلكَ (الماركةُ) بالتأكيد...


لتجعلين كُل من نظر إليكِ يتعجبُ من جمالٍ قد حلّ عليكِ فجأةً، وأنتِ تكادين تُقْسِمينْ بأنكِ لا تضعين شيئاً من تلك المستحضرات، إنها فقط (ماركة حُب).

تُغردين بالأغاني في كل مكان بكل ثقة، تُدندنين ولا تُبالين؛ فصوتكِ بعد تلك الماركة تملكتهُ الرِقةَ فجأةً، فهناكَ من يراهُ أجمل صوت رُغم عكس ذلك. 


حتى أني لن أُبالغ أن أخبرتكنَ بأنها قد تجعلُ إحداكنَّ تبدو أكثر شباباً وقد يجزمُ أحدهم إن رآكِ أن عمركِ تحت العشرين وإن كنتِ في الحقيقة تَبلُغِين الأربعين!


لتَختِم تلك الفتاة حديثها قائلةً: وتلك الماركة لا يمكن بالسهل شراءُها بالمال، قد تنالها إحداكنْ، لكن ليس بعد تخطيطٍ منها، وإنما بالنصيب الجميل...


اليوم أدركتُ جيداً أنّ تلكَ الفتاة، كانت الأصدقُ من بينهُن، بل والأجمل أيضاً،  كانت تضعُ تلك المستحضرات مِثلهنَ،َ لكنها كانت من نوعٍ أخر من (ماركةٍ) لا تشرى بالمال.


فقد استطعتُ أن اُحظى بتلك (الماركة) وذلك من جمال نصيبي...

أنا الآن في كُل صباحِ أرى الكونَ أجمل، وأُشارك العصافير تغريدها، وأكادُ ألتهمُ أطفال الشوارعِ من جمالهم، أُبادرُ بالسلام كلَ من وقعت عيني عليه دون انتظار ردٍ منه، أقفزُ من مكانٍ لآخر بكلِ مرحٍ حتى أكادُ أُحَلِق، وأرى في عيني كل أحدٍ أقابله سؤال وتعجب (كيف أصبحتي جميلةً هكذا؟)


نحنُ لسنَّا بحاجةّ لمستحضراتِ التجميل لنبدو أجمل بقدرِ حاجتنا للحُب.



الكاتبة السودانية / تودد الألفي تكتب نصًا تحت عنوان "ماركة حُبْ" 


Share To: