الكاتبة السودانية / براءة ابو بكر تكتب نصًا تحت عنوان "اعتراف" 


الكاتبة السودانية / براءة ابو بكر تكتب نصًا تحت عنوان "اعتراف"



رُبما يجب عليَّ الإعتراف بهزيمتي النكراء، أن أرفع رايتي البيضاء مُعلنةً خسارتي الساحقة. 


 أمام ناظريك مهزومةٌ أنا! 

 من أصغر فرسان كرامتي، إلى قائد جيش كبريائي.


 قبل أن التقيك، كُنت أظن أن النجوم جميعها في السماء، أن البدر لا يرى إلا ليلاً. إلى أن طلَّ نجمك مُزيناً سمائي، فتوهجتُ بدراً سُرمدي الضياء.


قبل أن ألتقيك، كانت الدقيقة الواحدة والستون خُرافة! الآن أجزمُ لك أني  في الدقيقة الواحدة والستين من الساعة الخامسة والعشرين، أقفُ علي عتباتِ جمر انتظارك... وكعادتك تأخرت! 


قبل أن ألتقيك، كُنت أؤمن أن الربيع فصل يحل عندما تكون الشمس فى مُنتصف المسافة بين الحضيض والأوج -كما درسنا فى الثانوية- لكن؛ حضورك أدحضَ كافة نظرياتي، رؤيتك كانت كافية لكي اظهر، ليتورد خدي فينكشف الستار عن  ثغري، فاغدوا مبتسمة مغلقة عيناي بشدة؛ لمعانقة صورتك مقلتي في محاوله بائسة للإحتفاظ بها!


 حاولت جاهدة اخفائك لكن، الجميع استطاع قرائتك من ملامحي! كأنك نقوش لجدارية حضارة عريقه نقشت على جدار كهف في حقبة قديمة، لأُمة هلكت ولم يبق سوى آثارها، فيُستدل عليها ببعض النقش.


قبل أن التقيك كُنت أظن أن الوطن أرض، أن الاستعمار جريمة كبرى، أن المشانق أقوى عقاب، إلى أن وجدت وطني في عينيك  لتستعمرني جحافل نظراتك الهائمة، وتحكم عليَّ بالشنق حتى الحب فى زنازينك! 


أساحرٌ أنت؟!


أجزمُ أني لم أكن يوماً هكذا! وإنك ستكون فارس أحلامي الذى تمنت فتاة مثلي ترى أنها تستحق العيش على النجوم. 

ترى أنها ملكة؛ لا يستحقها سوى ملك ينسج لها الغيوم ثوباً، لم تكن لتتوقع أنها ستُهزم هكذا بمنتهى البساطة بأقوى الأسلحة السلمية على الإطلاق "سهم عينيك"!


أترانا سنلتقي مرة آخرى؟!


بعد كُل هذه المسافات -التي ضنت علينا بمحض لقاء- أترانا سنلتقي بعد أعوام عجاف حبيبين أهلكهما البُعد حتى تمزقت أوصالهم؟ سألقاك يعقوب أضناه الفراق، يوسف قلبي إننى فى هواك يعقوبا!!


أتراها عيناك ستنطق مرة آخرى أحبك؟ أم أن قصتنا ستُمحى فى سراب الزكريات! 

 لو أننا لم نقتسم قدر اللقاء... سأظل أكتب عنك حتى نلتقى!


لو أننا لم نلتقِ!


لظننت -بسذاجتى- أن النجوم حجارة، والشمس تشرق حينما يأتي الصباح لا من براثن وجنتيك! 

أظننت أن الضوء يسرى فى الأثير لا فى تقاطع حاجبيك! 


لو أننا لم نلتق، للبثت فى كهفى ضريراً لايرى فلق الصباح ولا الغروب، لكن شمسك أشرقت وبك التقيت، فأينعت جنات قلبي، أظهرت رئتاي من فرط السرور... ما أروعك!!


#براءة_أبوبكر 




الكاتبة السودانية / براءة ابو بكر تكتب نصًا تحت عنوان "اعتراف" 



Share To: